لبنان أمام استحقاق الدفاع عن النفس تجاه المخططات التوسعية للكيان الإسرائيلي
أصداء – المساء برس|
في خضم التوترات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط، تؤكد المقاومة في لبنان على حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها، وهو حق ينطلق من الفطرة الإنسانية التي تدعو إلى حماية الهوية والسيادة. إن هذا الحق يصبح أكثر إلحاحًا في ظل المخططات التوسعية التي ينتهجها الكيان الصهيوني، والتي تسعى لتقويض الأمن القومي للدول المجاورة وفرض سيطرته على الأراضي.
تاريخيًا، يتجلى هذا الصراع في محاولات الكيان الإسرائيلي للهيمنة على المنطقة منذ تأسيسه في العام 1948. فقد جاء الكيان إلى لبنان بدعوى طرد الفلسطينيين، ليبقى لمدة 18 عامًا، عازمًا على تنفيذ مشاريعه التوسعية عبر شن الحروب والاعتداءات. ولقد شهدت السنوات التي تلت ذلك، سلسلة من الحروب والأزمات، بما فيها حروب 1993 و1996، التي كان الهدف منها هو إضعاف المقاومة. لكن في كل مرة، كانت المقاومة ترد بقوة، مما أدي إلى خروج القوات الإسرائيلية من لبنان في العام 2000.
لكن لا يزال السؤال مطروحًا: هل سيتوقف الكيان عن السعي للانتقام من المقاومة؟ الإجابة تبدو واضحة، فحتى بعد الهزيمة التي تعرض لها في العام 2006، يستمر الكيان في التحضير لحروب جديدة ضد لبنان. فقد أعدّ العديد من الخطط العسكرية منذ ذلك الحين، وخصّص موارد هائلة لجمع المعلومات الاستخباراتية وتدريب قواته.
الواقع الذي نعيشه اليوم هو أن المقاومة لا يمكن أن تعتمد على الردع فقط، بل يجب أن تتجاوز ذلك لتؤسس لمرحلة جديدة من التحدي. الكيان الإسرائيلي ليس مجرد جارة تتهددها القضايا الحدودية، بل هو كيان يحمل طموحات توسعية تهدد أمن وسلامة الشعوب المجاورة. فقد صرح مسؤولون إسرائيليون بأنهم يعتزمون احتلال المزيد من الأراضي، مما يستدعي من المقاومة وضع خطط فعالة لمواجهة هذا الخطر.
في هذا السياق، فإن الدعم الإقليمي والدولي للمقاومة أصبح ضرورة ملحة لصد هذه المخططات. فالقانون الدولي والقرارات الأممية، بما فيها القرار 1701، لم تنجح في حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، حيث استمر الكيان في تجاهل تلك القرارات وتجاوز الحدود. لذا، فإنه من المهم جدًا أن يكون هناك إسناد فعلي للمقاومة لتعزيز قدرتها على مواجهة أي تهديدات مستقبلية.
لقد أثبتت الأحداث أن المقاومة كانت في حالة استعداد دائم لمواجهة التحديات، خاصةً بعد الغزو الإسرائيلي في عام 2006. فقد تحركت المقاومة بسرعة لتكون في أتم الجهوزية، واستفادت من الأخطاء التي ارتكبها العدو. في 7 أكتوبر، بدأت المقاومة عملياتها العسكرية في مزارع شبعا، مما أدى إلى حالة من الذعر بين الإسرائيليين وساهم في تعزيز موقف المقاومة في مواجهة الاحتلال.
إن استمرار المقاومة في تطوير استراتيجياتها وتدريب مقاتليها هو أمر ضروري لضمان قدرتها على مواجهة أي عدوان. كما أن التصريحات الصادرة من مسؤولين إسرائيليين، التي تشير إلى فشلهم في القضاء على قدرات المقاومة، تعكس قوة وعزيمة المقاومة على الأرض. وفي ظل الظروف الحالية، أصبح من الواضح أن المقاومة تملك القدرة على إيلام الكيان الصهيوني، بل وإلحاق الأذى الكبير به.
إن مواجهة المخططات التوسعية للكيان الصهيوني ليست مسؤولية المقاومة وحدها، بل هي مهمة تشارك فيها جميع القوى الحية في المنطقة. فالحفاظ على السيادة والكرامة يتطلب وحدة الصف العربي والإسلامي، وتضافر الجهود لدعم المقاومة في مواجهة هذا العدو المتغطرس. لذا، يبقى حق الدفاع عن النفس واجبًا، وليس مجرد خيار، في عالم يتسارع فيه الصراع على الهوية والسيادة.