لماذا أخذت إيران مكان الدول الإسلامية والعربية فيما يخص فلسطين ومواجهة الكيان؟
وما يسطرون – يحيى محمد الشرفي – المساء برس|
منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران، وحتى قبل انطلاقتها في العام 1962، ألقى الإمام الخميني الضوء على ضرورة مواجهة الكيان الصهيوني كواجب شرعي وأخلاقي وإنساني. لقد أكد الإمام الخميني على حقوق الفلسطينيين وشرعية دعم قضيتهم، مما أسس لنهج سياسي وعسكري لا يزال قائمًا حتى اليوم.
في تلك المرحلة، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن انتصار الثورة في إيران بأنه “زلزال” سيترك تداعياته لعقود. ولقد أثبتت الأحداث التاريخية أن هذا “الزلزال” قد أحدث تغييرات جذرية في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، حيث انطلقت الانتصارات من رحم هذه الثورة.
تمثل الجمهورية الإسلامية في إيران أكثر من مجرد مشروع سياسي، بل هي واجب على جميع المسلمين، سواء كانوا في المغرب أو باكستان أو أي مكان آخر. وقد قامت إيران بما تراجع المسلمون عن القيام به، حيث بادرت بالدعم الفعلي للمقاومة ضد الكيان الصهيوني، متجاوزة المواقف الكلامية إلى تقديم الدعم المالي والعسكري.
إيران تدّعي أنها في قلب المقاومة، حيث تجمع بين البعد الشرعي والأخلاقي من جهة، والاعتبارات الاستراتيجية المتعلقة بأمنها القومي من جهة أخرى. الشريعة الإسلامية تلزم المسلمين بدعم المستضعفين، وهذا الالتزام ينعكس في تصرفات إيران ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية.
على الرغم من وجود بلدان وشعوب أخرى تدعم القضية، إلا أن الجمهورية الإسلامية تميزت بتضحياتها من أجل المستضعفين، مستندة إلى رؤية خمينية تعود إلى عام 1962. ومن أبرز التعبيرات عن هذا الالتزام كان موقف الأمين العام لحزب الله، الذي أشار إلى أهمية المبادرة لإنقاذ المستضعفين.
يبرز الجانب الشرعي والأخلاقي كدعوة لمواجهة الظلم، حيث تُفرض على المسلمين مواجهة التحديات والاعتداءات. التاريخ مليء بالتجارب المؤلمة، وخصوصًا في فلسطين ولبنان، حيث شهدنا مجازر واحتلالات.
اليوم، يسعى الكيان الصهيوني لخلق حالة من التوتر من خلال اعتداءاته، لكن الشعوب، بما في ذلك الشعب اللبناني والشعب اليمني، ترفض هذا الظلم وتعتبر ما يحدث في غزة أمرًا غير مقبول أخلاقيًا وأمنيًا. وفي ظل هذه التحديات، يبقى الأمل معقودًا على وعي الشعوب ورفضها للظلم، مما يجعل مواجهة الكيان مهمة جماعية يتشارك فيها الجميع.