عجز أمريكي وإسرائيلي أمام الصواريخ الفرط صوتية: هل فشلت منظومة ثاد أيضاً في حماية تل أبيب؟

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

في خطوة جديدة تكشف عن هشاشة التحالف العسكري الأمريكي الإسرائيلي أمام التهديدات المتصاعدة، لجأت الولايات المتحدة إلى إرسال نظام دفاع صاروخي “ثاد” لمنصة واحدة فقط لدعم كيان الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد الهجوم الإيراني المكثف في الأول من أكتوبر الجاري.

هذه الخطوة، التي تُظهر مدى قلق واشنطن حيال الهجمات المحتملة على إسرائيل، تعكس حالة من الخوف والرعب المتزايد في صفوف الحلفاء، خاصة مع تصاعد التهديدات الصاروخية من جهات مختلفة.

وفي أحدث تطور، تلقى الاحتلال الإسرائيلي ضربة نوعية يوم الثلاثاء 22 أكتوبر، حيث أطلق اليمن صاروخًا باليستيًا فرط صوتي على ضواحي يافا المحتلة (تل أبيب)، مستهدفًا موقعًا حيويًا لم يُكشف عن تفاصيله بعد. هذه الهجمة تُعد بمثابة صفعة قوية لأمريكا وإسرائيل معًا، حيث عجزت منظومة الدفاع الإسرائيلية عن اكتشاف الصاروخ اليمني (فلسطين 2) كما أن صافرات الإنذار لم تدوي في أي مكان في يافا المحتلة (تل أبيب) وضواحيها أثناء وصول الصاروخ الباليستي، أما على مستوى المنظومة الأمريكية ثاد فعلى الأرجح لا تزال قيد التجهيز والتركيب كونها هي الأخرى لم تكتشف الصاروخ وإذا كان قد تم تركيبها وفشلت في اكتشاف الصاروخ فذلك يكشف حقيقة ما افتخرت به واشنطن ويكشف عجز منظومتها عن حماية أهم مناطق الاحتلال.

منظومة “ثاد” الصاروخية الدفاعية، التي تعتبر من أحدث أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية، إذا كان قد تم تركيبها في كيان الاحتلال الإسرائيلي فإن الهجمة اليمنية أثبتت عجز المنظومة التام عن التصدي للصواريخ البالستية الفرط صوتية. فالسرعة الهائلة التي يمتاز بها هذا النوع من الصواريخ، وقدرته على المناورة، قد تجعلان من الصعب على أي منظومة دفاعية تقليدية اعتراضه، لكن لم تكن التوقعات أن منظومة ثاد هي الآخرى ستعجز عن اكتشاف الصاروخ واعتراضه، في حال كان قد تم تركيبها.

وفي السياق ذاته فإن إرسال الولايات المتحدة منظومة “ثاد” ببطارية واحدة فقط يعكس فشلًا استراتيجيًا واضحًا في تقدير حجم التهديدات الحقيقية التي تواجهها إسرائيل. إذ أن هذه البطارية لا تكفي لتغطية الجبهة الممتدة والمعرضة لهجمات من جميع الجهات. ومن المعروف أن هذا النظام، على الرغم من فعاليته في اعتراض الصواريخ الباليستية، ليس مصممًا للتعامل مع التهديدات الفرط صوتية أو الصواريخ المتقدمة التي أصبحت في حوزة خصوم أمريكا وإسرائيل في المنطقة.

كما أن الكيان الإسرائيلي يجد نفسه الآن في موقف حرج، حيث لا يمكنه الاعتماد كليًا على الحماية الأمريكية، في ظل تزايد الهجمات النوعية من دول وقوى إقليمية مثل إيران واليمن. ويعكس هذا التصعيد المتواصل الضعف الهيكلي لنظام الدفاع الإسرائيلي الذي طالما تم الترويج له على أنه “الأقوى” في المنطقة. فالصواريخ التي استهدفت ضواحي يافا تمثل إشارة واضحة على أن قدرة الاحتلال على الردع أصبحت في مهب الريح.

بينما تحاول أمريكا إظهار دعمها للاحتلال الإسرائيلي بإرسال “ثاد”، إلا أن الواقع يشير إلى عجز واشنطن عن تقديم حلول حقيقية لأحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط. فالتهديدات الحالية تتطلب استجابة تتجاوز الأنظمة الدفاعية التقليدية، وهو ما فشلت أمريكا حتى الآن في تقديمه.

نبذة عن منظومة ثاد

وهو نظام قابل للنقل وللنشر بسرعة، وبرهنت قدراته في العديد من التجارب الناجحة. يتوافق نظام ثاد عملياً مع العديد من مكونات أنظمة BMDS ويمكنه أن يتقبل البيانات التوجيهية من الأقمار الاصطناعية الخاصة بنظام Aegis للدفاع الصاروخي من البحر، والعديد من المستشعرات الخارجية الأخرى، كما يستطيع أن يعمل بالتوافق مع نظامي باتريوت وباك-3. لا يحمل صاروخ ثاد أية رأس حربية، ولكنه يعتمد على الطاقة الحركية عند التصادم لتحقيق الإصابة الفتاكة.

ويتم تصميم وبناء وتجميع نظام ثاد من قبل شركة لوكهيد مارتن للأنظمة الفضائية وتعمل كمقاول رئيسي، أما المقاولين الثانويين الرئيسيين الآخرين، فيتضمنون شركة رايثيون وبوينغ وإيروجت وروكيتداين وهانيويل بي إيه إي سيستمز وMilton CAT وشركة أوشكوش وشركة كاتربيلر. دخل برنامج إنتاج النظام إلى مرحلة تطوير التصميم في عام 2000، وقد أُجريت له أكثر من 30 تجربة حرة. ودخل البرنامج إلى مرحلة الإنتاج الكمي منذ عام 2007. وتكلف المشروع نحو 23 مليار دولار وهي تكلفة البحث والتطوير والتجارب والتصنيع والتشغيل والصيانة لمدة 20 عامًا حتى يتم نشره. ومن المخطط أن تحصل القوات البرية الأمريكية على 99 قاذفاً للنظام، و18 راداراً و1422 صاروخاً.

يتكون النظام ثاد من قاذف صاروخي متحرك وقذيفة اعتراضية مزودة بمستشعرات وحاسوب قادر على التمييز بين الأهداف الحقيقية والكاذبة، بالإضافة إلى محطة رادار كشف وتتبع، ومركز قيادة وسيطرة متحرك، وهو ما يعطي النظام خفة حركة عالية والقاذف مجهز على عربة من النوع M1075، يبلغ طولها 12م وعرضها 3.2م، في حين تتكون بطارية النظام من 9 عربات مجهزة بالقواذف، تحمل كل منها من ستة إلى ثمانية صواريخ؛ إضافة إلى مركزين للعمليات ومحطة رادار.

تعالج المعلومات عن الهدف ونقطة التقابل المحتملة قبل الإطلاق، كما يمكن تحديث تلك البيانات، وإرسال أوامر لتصحيح المسار للصاروخ أثناء الطيران. ويستخدم النظام الرادار GBR من إنتاج شركة رايثيون، في المراقبة واكتشاف وتمييز الأهداف. كما يمكن توجيه الصاروخ بواسطة المعلومات الواردة من نظم المراقبة الفضائية. يمكن نقل الرادار بواسطة الطائرة سي 130 هيركوليز ويمكنه اكتشاف الصواريخ البالستية على مسافة تبلغ ألف كم من موقع الرادار .

وتشمل مكونات نظام ثاد ما يلي:
1- الصاروخ المعترض
2- نظام التحكم بالنيران والاتصالات
3- راجمة الصواريخ
4- معدات الدعم الفنية الخاصة
5- جهاز رادار من طراز AN/TPY-2 مدمج في هذا النظام

أما المواصفات العامة والفنية للمنظومة فهي كالتالي:

تفاصيل الصاروخ:

الطول: 6.17 م.
قطر وحدة الدفع: 34 سم.
قطر آلية القتل: 37 سم.
وزن الإطلاق: 900 كجم.
السرعة: 2800 م/ ث.
المدى: أكثر من 200 كم .
أقصى ارتفاع للاعتراض: 150 كم.
احتمالية الإصابة بأول صاروخ: 90%

تفاصيل القاذف:

نوع العربة M 1075:
العدد الاطارات: 8
طول العربة: 12متر
عرض العربة: 3.2 متر
وزن العربة مع كاملة الحمولة: 40 طن

تفاصيل الرادار:
جهاز رادار من طراز AN/TPY-2 مدمج في هذا النظام
النوع: رادار لنظام دفاع جوي صاروخي متنقل
المدى: ألف كم

بلد المنشأ: الولايات المتحدة فترة الاستخدام : 2008 حتى الوقت الحاضر

المصمم: شركة لوكهيد مارتن الشركة المصنعة: رايثيون

صنع :2008 لا زال قيد التطوير الذي ينتهي عام 2029

الكمية المصنوعة: غير محدد ولكنها لا تتعدى العشرات

قد يعجبك ايضا