“إنترسبت”: الاحتلال يروّج لانتصارات وهمية في جنوب لبنان وسط واقع ميداني معقد
جنوب لبنان – المساء برس|
في خضم الدعاية المكثفة التي يروجها الاحتلال الإسرائيلي عن إنجازات وهمية في معارك جنوب لبنان، نشر موقع “إنترسبت” الأميركي تقريرًا، اليوم الثلاثاء، فنّد فيه هذه الادعاءات، كاشفًا عن حقائق مغايرة على الأرض، مسلطًا الضوء على الهوة بين التصريحات الرسمية الإسرائيلية والحقيقة الميدانية، في محاولة لتسليط الضوء على التكاليف الحقيقية للصراع الذي يسعى الاحتلال لتغطيته بدعاية سياسية.
وأقر الموقع بأن “إسرائيل والولايات المتحدة تجاوزتا حدودهما إلى حد كبير، بعدما بدأتا الحديث بالفعل عن لبنان ما بعد حزب الله”.
ويشير التقرير إلى أن وسائل الإعلام الغربية تروج لصورة مضللة حول “نجاح المناورات الإسرائيلية منذ بدء العملية البرية في لبنان”، مبينًا أن هذا الترويج يعزى إلى استعراضات إعلامية، مثل تصريحات المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاجاري، وتقديم مشاهد مصوّرة للقوات الإسرائيلية في منطقة بليدا مع تصريحات من معتقل لبناني زعمت إسرائيل أنه عضو في حزب الله، مؤكدًا أن هذه الحملة الإعلامية حجبت التكاليف الفعلية للعملية البرية.
وأوضح أن التقدم الإسرائيلي على الأرض لا يتجاوز البلدات الواقعة على الخط الأمامي للحدود، مشيرًا إلى أن حزب الله لا يزال يحتفظ بمواقعه، وأن الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية مستمرة، حيث قتل 5 جنود إسرائيليين في المعارك الأسبوع الماضي.
كما سلط التقرير الضوء على توسع عمليات حزب الله، بما في ذلك هجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت قوات الاحتلال في عمق “إسرائيل”، مثل الهجوم على قاعدة قرب حيفا في 13 أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة العشرات.
ويضيف أن “الصواريخ الثقيلة تستهدف تل أبيب، ورغم مقتل عدد من قادة حزب الله، فإن الحديث عن انهيار الحزب لا يزال مبالغًا فيه”.
وفي ختام التقرير، يشير “إنترسبت” إلى أن المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين بدأوا بالفعل في التفكير بمستقبل لبنان بعد حزب الله، رغم أن الهجمات على غزة ومقتل قادة من حركة حماس لم تؤدِ بعد إلى إضعاف الحركة، مما يعكس التسرّع في رسم سيناريوهات مستقبلية لا تزال بعيدة عن الواقع المعقّد على الأرض.