من المسؤول عن تفجيرات لبنان؟ وما علاقة منتجات الولايات المتحدة وحلفاؤها ؟
محمد بن عامر – وما يسطرون – المساء برس|
تبين مؤخرًا أن الأجهزة المعروفة باسم “بيجر”، تم إنتاجها في تايوان من خلال الشركة “غولد أبولو” التي سارعت للهروب من تحمل المسوؤلية واتهمت الشركة “بي. إيه. سي كونسلتينج” المجرية، وأن الأجهزة الأخيرة التي من المرجح أن تكون Pagers ICom V82 للشركة ايكوم اليابانية، وكذلك بطاريات اللثيوم.
يعني ذلك أن هذه الشركات التي تمتلكها دول حليفة لواشنطن، متورطة بشكل أساسي في الــجريمة ضــد الإنسانية في لبنان، وبالتالي تتحمل المسؤولية جنبًا إلى جنب مع الكـيان الإجــرامي الــجــبــان.
والأمر هو ذاته إذا كان هناك اختراق تقني، أي أنه من غير المعقول، أن يكون الكـيان الإجــرامي قادرًا على تنفيذ مثل هذه العمليات المعقدة و الخطيرة، دون الحصول على الدعم من الشركات والدول المصنعة للتكنولوجيا الذكية، والتقنيات الحديثة، خاصة من تلك التي تقدم له الأسلحة للاستمرار في إبـ.ــا.دة الأبــ.ــريــ.ــاء للشهر الـ 11 على التوالي.
ومما لا شك فيه أن ما حصل في لبناننا الحبيب كارثة بكل المقاييس، ولا يمكن التقليل من حجم المأساة التي خلفتها، ولكننا يجب أن نرى في الحادثة جانبًا آخر؛ إذ تؤكد المعلومات الواردة أن تفجير هذه الأجهزة في هذا التوقيت يعود إلى شكوك الإخوة في حــزب الله حيالها مما دفع بالكـيان إلى ذلك، وجعل من هدفه المستقبلي بعيد المنال، وهكذا أُبطل مفعول ورقته الأخيرة عند اندلاع الحرب الشاملة التي ربما كانت العواقب خلالها أشد فتكًا.
وليس هذا فحسب، إنما وباعتقادي أن لهذا الفعل الجــبــان تأثير معاكس، لكونه زاد من الالتفاف الشعبي حول المقاومة، وصارت غالبية الشعب اللبنانية تطالب برد حازم وحاسم. وبالتالي، قد جاءت هذه الحادثة كجرس إنذار للــمقــاومــة اللبنانية وللــمحوور بأكمله، بأنّه لا يمكن الاعتماد على المنتجات التي نحصل عليها من الــولايـات الـــمتـحدة والدول الحليفة لها.
وهذا في حد ذاته يمكن أن يكون بداية لمرحلة جديدة من التوجه نحو الاكتفاء الذاتي والاستقلالية في المجالات الحساسة. وإلى ذلك اليوم المحتوم، ينبغي على حكوماتنا والشركات في الوقت الراهن التحقق من أمان وسلامة المنتجات التي يتم إنتاجها واستيرادها من هذه البلدان، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة.
وفي النهاية ..
عز الله أن الــحــادثــة آلمتنا كثيرًا، ولكننا على ثقة بأن إخواننا الأعزاء في لبنان سيتخطون هذه المحنة، لأن الفرق بين المؤمن وغير المؤمن فرق شاسع، كالفارق بين اليل والنهار، وبين النور والظلام، وبين الحياة والموت.