إلى أين تتجه قضية اختطاف المقدم علي عشال بالمجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات؟

تقرير خاص – المساء برس|

من المرحح أن يتصاعد التوتر بشأن قضية اختطاف وإخفاء المقدم علي عشال بين قبائل أبين والمجلس الانتقالي ليصل إلى مرحلة الصدام المسلح، وذلك بالنظر إلى حساسية هذه القضية من الناحية القبلية والمناطقية لكونها أخذت بعداً مناطقياً بسبب ما أبدته قيادات المجلس الانتقالي من عنصرية تجاه قبائل أبين خلال التعامل مع هذه القضية التي تورط فيها الانتقالي وذلك بعد أن كشفت التحقيقات الرسمية ضلوع الانتقالي خلف جريمة الاختطاف في الوقت الذي يبدو من المرجح جداً أن يكون المقدم عشال قد تمت تصفيته من قبل الانتقالي، وبعد أن أقدمت قوات الانتقالي على قتل اثنين وجرح آخرين في مليونية السبت الماضي، زادت نسبة التوتر وتصاعده أصبح مرجحاً جداً.

هناك حالياً تساؤلات عن سبب هروب الانتقالي من كشف مصير المقدم عشال، وهو ما يقود قبائل أبين إلى التشكيك في أن هذا الهروب سببه تورط قيادات بارزة في الانتقالي خلف هذه القضية.

حتى اللحظة لا يزال المقدم عشال مجهول المصير، والأغرب من ذلك أن الأسماء المتورطة في اختطافه لم تعد موجودة في عدن بل وفي اليمن بأكمله.

تصرفات الانتقالي غير محسوبة العواقب

الهمجية التي يعمل بها قيادات الانتقالي التي أتت من الضالع اصطدمت هذه المرة بخصم لم يكن الانتقالي يضرب له حساب، وهنا تبرز المشكلة التي عقّدت من الأزمة فالانتقالي هو ممسك السلطة سواءً كانت شكلية أم فعلية في المقابل فإن الخصم هو خصم قيادات الانتقالي تاريخياً وهو خصم قبلي يرفض الخضوع والاستسلام والتبعية سواء للانتقالي أو لمن يقف خلفه حتى وإن كانت الإمارات.

هذا الصدام والتعنت في عدم الاعتراف بالجريمة دفع إلى تصاعد التوتر أكثر بين قيادات الانتقالي وقيادات قبائل أبين التي ترى في اختطاف المقدم عشال تجاوزاً للخطوط الحمراء واستهتاراً واستفزازاً بقبائل أبين التي ترى أن لحمها مرّ ولا تقبل الضيم، مستحضرة إرثها القديم مما دار بينها وبين الزمرة من صراع دموي في ثمانينات القرن الماضي.

المتهم الرئيسي

مما زاد من تعقيد الموقف أكثر هو المتهم الرئيسي في قضية اختطاف المقدم علي عشال، وهو القيادي في الانتقالي الذي صنعته الإمارات من لا شيء، يسران المقطري والذي جرى تعيينه بأوامر إماراتية رئيساً لوحدة مكافحة الإرهاب، والسبب في ذلك هو الرصيد التراكمي من الإجرام الذي ارتكبه المقطري تحت غطاء توليه مهام أوكلتها له القيادات الإماراتية في عدن منذ 2015 حتى وقت هروبه من عدن، فالمقطري متهم بالوقوف خلف جرائم اختطاف وإخفاء نشطاء وسياسيين ورجال دين جنوبيين معارضين لسياسة الإمارات ضمن التحالف السعودي، إضافة إلى ما تسرب من معلومات عن نشاطات المقطري أثناء ما كان في خدمة الضباط الإماراتيين في عدن والذي كان يقوم بتقديم خدمات ذات بعد أخلاقي متدني لصالح الإماراتيين لدرجة أن الأمر وصل به إلى تقديم فتيات من عدن للهو مع الإماراتيين في مقر قيادة القوات الإماراتية بعدن، وهو ما جعل من المقطري في قضية عشال أمام قبائل أبين خصماً دنيئاً في أخلاقه والسكوت عليه من قبائل أبين إهانة لهم ستظل تلاحقهم لعقود.

حقوقية مطالب قبائل أبين

بالموازنة بين موقف الانتقالي وموقف قبائل أبين، يرى مراقبون إن قبائل أبين صاحبة الموقف الحق، ومطالبها منطقية وحقوقية ولا يمكن اعتبارها طرف صراع بل ضحية، فالمليونية التي دعت لها قبائل أبين في 3 أغسطس كان مطلبها معرفة مصير عشال المختطف من قبل قيادات في الانتقالي والذي تعرض للإخفاء القسري، إضافة إلى أن هذا المطلب يمثل عشرات المختطفين والمخفيين على يد قوات المجلس الانتقالي في عدن، ولهذا شارك في هذه المليونية المئات من أسر وأقارب وأصدقاء المفقودين والمختطفين من أبناء قبائل أبين والصبيحة بلحج وأيضاً شبوة ويافع.

قضية عشال تحدث انقساماً بفصائل الانتقالي

بسبب حساسية القضية وأخذها بعداً مناطقياً، اتجهت عدد من تشكيلات الانتقالي العسكرية والأمنية إلى اتخاذ موقف الحياد فبينما اعترض الانتقالي مليونية قبائل أبين المطالبة بكشف مصير عشال، وقام بنشر عشرات الأطقم في شوارع عدن وإغلاق ساحة العروض خشية اقتحامها من قبائل أبين والتوجيه بمنع دخول المشاركين من النقاط الأمنية الواقعة على مداخل عدن واعتقال العشرات من المشاركين من داخل المدينة واعتقال قيادات منظمي المسيرة قبل موعد انطلاقها، هناك أيضاً من أعلن من ألوية وفصائل الانتقالي عدم التدخل وأنها لن تعترض طريق المشاركين للدخول إلى عدن ومنها ألوية الصاعقة في لحج والصبيحة وأمن أبين كما وقف عدد من قادة الانتقالي العسكريين مع المسيرة ودعوا للمشاركة فيها كقائد اللواء التاسع صاعقة العميد فاروق الصبيحي.

قد يعجبك ايضا