تدهور وضع البحرية الأمريكية وسط تصاعد الهجمات من اليمن وتحديات إقليمية
خاص – المساء برس|
كشفت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية عن الوضع الحرج الذي تعيشه البحرية الأمريكية، حيث تواجه استنزافًا متزايدًا بسبب الهجمات المستمرة التي تتعرض لها من اليمن والتحديات الإقليمية الأخرى.
تتضح الصورة بشكل أكبر مع تكرار تمديد فترة انتشار حاملة الطائرات “دوايت د. أيزنهاور” (CVN-69) مرتين، واضطرار وزارة الدفاع الأمريكية لإرسال حاملة الطائرات “ثيودور روزفلت” (CVN-71) لمنع تمديدها (أي آيزنهاور) للمرة الثالثة. ورغم ذلك، فإن “ثيودور روزفلت” قد تم نشرها منذ 11 يناير 2024 ومن المقرر أن تعود إلى أمريكا قريبًا، مما يكشف عن فجوة في قدرات البحرية الأمريكية.
وأشار التقرير الذي رصده وترجمه “المساء برس” إلى أن الهجمات التي شنتها حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى الهجمات الصاروخية من الحوثيين، قد دفعت الولايات المتحدة لإرسال حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد ر. فورد” (CVN-78) إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وتم تمديد عمليات نشرها مرتين”.
وفيما تتجه وزارة الدفاع الأمريكية إلى “تحركات عسكرية متعددة رداً على اغتيال إسرائيل لقادة حماس وحزب الله في طهران وبيروت، فإن التوترات تتصاعد. فقد اجتمع مسؤولون من حماس، وحزب الله، وحركة الجهاد الإسلامي، والحوثيين في اليمن مع كبار المسؤولين الإيرانيين لبحث الرد على الهجمات الإسرائيلية، مما يثير المخاوف من تصعيد الصراع في غزة إلى حرب إقليمية شاملة”.
وأشار التقرير إلى أن “البنتاغون أكد أن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها وأفرادها في المنطقة، بما في ذلك الالتزام القوي بالدفاع عن إسرائيل”. ورغم ذلك، يظهر التقرير أن البحرية الأمريكية تعاني من نقص في عدد السفن الحربية، مما يضطرها لممارسة لعبة الكراسي الموسيقية مع حاملات الطائرات العاملة لديها.
التقرير الأمريكي كشف أيضاً حاملة الطائرات “آيزنهاور” تعرضت لتهديد خطيرة، في إشارة إلى الهجمات التي أعلنت عنها القوات اليمنية والتي استهدفت فيها حاملة الطائرات وأجبرتها على الابتعاد عن المياه القريبة من اليمن وانتقالها إلى شمال البحر الأحمر قبل أن تقرر واشنطن سحبها نهائياً من المنطقة بعد تكرار الهجوم عليها من اليمن 4 مرات، حيث يشير التقرير إلى أن التحقيقات أثبتت أن آيزنهاور كان نشرها خطأً كبيراً وكشف نقاط ضعف القوات البحرية الأمريكية بسبب عدم القدرة على التصدي لهجمات متعددة في وقت واحد من قبل القوات اليمنية، على الرغم من أن الولايات المتحدة حاولت مراراً وتكراراً إنكار تعرض آيزنهاور للاستهداف إلى أن الحقائق تتكشف تباعاً كما ييظهر من تقرير “ناشيونال إنترست”.
وتشير “ناشيونال إنترست” في تقريرها إلى أن نشر السفينة الحربية “ثيودور روزفلت” (CVN-71) في الشرق الأوسط يُظهر نقطة ضعف في البحرية الأمريكية، حيث تواجه الخدمة البحرية ضغوطًا شديدة نتيجة التعامل مع تهديدات متعددة في نفس الوقت وهي الهجمات التي تشنها القوات المسلحة اليمنية التي لا تستطيع الحاملة وقطعها المرافقة التصدي لها في وقت واحد. ومع عودة “دوايت د. أيزنهاور” إلى أمريكا، ستظل “ثيودور روزفلت” في المنطقة لبضعة أسابيع أخرى، بينما تعمل حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان” كحل مؤقت.
وتُظهر هذه الأوضاع التي كشفها تقرير المجلة الأمريكية، أن البحرية الأمريكية، رغم امتلاكها إحدى عشرة حاملة طائرات عملاقة، تعاني من تحديات كبيرة في الحفاظ على جاهزيتها العملياتية. وتؤدي عمليات النشر الطويلة إلى وقت أطول للصيانة، وتزيد من تعقيد الوضع بسبب نقص أحواض بناء السفن وحالة القاعدة الصناعية لحاملات الطائرات في الولايات المتحدة.
هذا التدهور في قدرات البحرية الأمريكية يُبرز ضعفًا كبيرًا في مواجهة التهديدات الإقليمية، مما يزيد من الضغوط النفسية على الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، ويجعلها عرضة لهجمات إضافية من الجيش اليمني وحلفائه في المنطقة.