صحيفة إسرائيلة تقر بتآكل النفوذ البحري الأمريكي بسبب العمليات اليمنية

صنعاء – المساء برس|

أقرت صحيفة “إسرائيلية”، أمس الأحد، بتآكل النفوذ البحري الأمريكي بسبب العمليات اليمنية المساندة لغزة في البحر.

ونشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، مقالا للأميرال البحري الصهيوني المتقاعد، أوديد جور لافي، قال فيه إنه في الوقت الذي تعمل فيه “إسرائيل” على تعزيز نفوذها في المنطقة، أفادت تقارير أن الولايات المتحدة ترسل أصولًا أميركية إلى المياه القريبة من لبنان، ما يؤكد عزمها على استعراض قوتها العسكرية وإظهار قدرتها على الردع.

إلا أنه، وفق لافي (الذي شغل منصب رئيس القيادة البحرية المسؤول عن العمليات البحرية والتدريب والعقيدة؛ وكان قائدًا لقوة الغواصات)، ففي حين قد يعالج هذا الانتشار التهديدات المباشرة، لكنه لا يفعل الكثير لمعالجة الضرورة الاستراتيجية الأوسع نطاقًا: استعادة الهينة الأميركية وتأمين ممرات الاتصالات البحرية. لقد شهد العام الماضي إضعاف موقف الولايات المتحدة، وخاصة بسبب الافتقار إلى استجابة جريئة وقوية بما فيه الكفاية للمتمردين الحوثيين، معتبرًا أن هذا التقاعس سمح  للخصوم بتآكل النفوذ الأميركي في منطقة حيث التفوق البحري أمر بالغ الأهمية، والاستمرار في إعاقة ممرات الشحن الرئيسية، وتعطيل سلاسل التوريد وسوق الطاقة العالمية.

وأشار الكاتب إلى أن البحرية الأمريكية كانت تاريخيًا ركيزة من ركائز القوة الأميركية، لكن مع الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط وتحديدًا الاستجابة الفاترة للعجمات الحوثية، سُلّط الضوء على حقيقة مثيرة للقلق تمثلت في تآكل الهيمنة الأميركية في المنطقة.

وأوضح أنه خلال العام الماضي، صعد الحوثيون هجماتهم على الشحن التجاري في البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرًا إلى أن هذه المياه ليست حيوية استراتيجيًا فحسب، بل إنها تشكل شرايين حياة للتجارة العالمية وإمدادات الطاقة، وتربط قناة السويس بالمحيط الهندي.

وبيّن الكاتب الإسرائيلي، بأن عدم رد الولايات المتحدة بالشكل الذي ينبغي على الهجمات اليمنية (على الرغم من اعتراف الولايات المتحدة بأنها خاضت معركة ضارية لم تخوضها منذ الحرب العالمية الثانية)، يضعف قدرة أمريكا على الدفاع عن مصالحها وحلفائها ويشجع خصومها على تحدي وجودها بشكل أكثر عدوانية كما أنه يخلق حالة من عدم اليقين بين الحلفاء الإقليميين ودول الوضع الراهن مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الذين قد يشككون في مصداقية الدعم الأميركي ويسعون إلى ترتيبات أمنية بديلة، ربما مع قوى منافسة مثل روسيا أو الصين.

وأشار إلى أن ضعف أمريكا في ردع الحوثيين، يهدد استقرار أسواق الطاقة العالمية، إذ لا زال الشرق الأوسط يشكل مركزًا بالغ الأهمية لإنتاج النفط والغاز الطبيعي ونقلهما، معتبرًا أن أي خلل في هذه الممرات المائية قد يخلف عواقب بعيدة المدى على أسعار الطاقة العالمية وسلاسل التوريد، الأمر الذي يؤثر على كل شيء بدءًا من أسعار البنزين إلى تكاليف التصنيع والنقل في مختلف أنحاء العالم، وهي ضربة مزدوجة مدمرة تغذي التضخم وانعدام الأمن.

ولفت إلى أن الوقود الأحفوري ليس مجرد سلعة اقتصادية، بل هدفًا استراتيجيًا يتجلى في الأساليب العسكرية والعملياتية في ساحة المعركة، مضيفًا أن الهجمات التي يشنها الحوثيون، تعطل إمدادات النفط العالمية، وتتسبب في حدوث موجات اقتصادية في مختلف أنحاء العالم، وتلفت الانتباه الدولي إلى ضعف البنية الأساسية للطاقة.

وعلاوة على ذلك، يقول الكاتب، “فإن تأمين الهيمنة البحرية لا يتعلق بالقوة العسكرية فحسب؛ بل يتعلق أيضاً بضمان أمن الطاقة العالمي. ويعتمد استقرار أسواق الطاقة والتجارة على الممرات البحرية الآمنة والمفتوحة، وخاصة في الشرق الأوسط، مشددًا على أن مطلوب منها أن ترتقي إلى مستوى الحدث وتؤكد على دورها باعتبارها القوة البحرية الرائدة في العالم. ومن خلال جهد مستدام واستراتيجي فقط يمكننا تأمين المصالح البحرية الحيوية للاستقرار العالمي، وأمننا الوطني، وازدهار الاقتصادات في جميع أنحاء العالم”، حد تعبيره.

ودعا واشنطن إلى تنظيم صفوفها مع حلفائها لإظهار “القيادة الجريئة” والالتزام الثابت بضمان استمرار تدفق الطاقة وتجارة السلع التي تدعم الاقتصاد العالمي، والعمل على استقرار الاضطرابات العالمية، في إشارة منه إلى تكثيف عملياتها العسكرية الداعمة للكيان المحتل للحفاظ أمنه البحري التجاري الذي فقد منذ بدء العمليات اليمنية المساندة لغزة.

 

الكاتب، أميرال بحري متقاعد، هو الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة إن تي تاو، أول شركة اندماج نووي في إسرائيل. وقد أكمل حياته العسكرية التي استمرت 30 عامًا كرئيس لفريق السياسة القانونية والاستراتيجية في مديرية التخطيط في جيش الدفاع الإسرائيلي؛ وشغل منصب رئيس القيادة البحرية المسؤول عن العمليات البحرية والتدريب والعقيدة؛ وكان قائدًا لقوة الغواصات؛ وهو زميل باحث في معهد أبحاث السياسة والاستراتيجية البحرية.

قد يعجبك ايضا