تقرير أمريكي يكشف تداعيات التصعيد الإسرائيلي ضد اليمن
خاص – المساء برس|
قال تقرير لموقع responsiblestatecraft التابع لمعهد كوينسي للسياسة الخارجية المسؤولة، الأمريكي، إن الرد الإسرائيلي يمثل تصعيدا كبيرا ضد “الحوثيين”، الذين أطلقوا طائرات بدون طيار وصواريخ على أهداف إسرائيلية منذ فترة وجيزة بعد بدء الحرب في غزة. وقد خلفت الهجمات خسائر فادحة: فقد أصبح ميناء إيلات الإسرائيلي مفلساً الآن بعد إعادة توجيه كل الشحنات إلى أماكن أخرى، إلى طرق أكثر أمانا، وأنفقت البحرية الأميركية أكثر من مليار دولار من الموارد لاعتراض أسلحة “الحوثيين” الأقل تكلفة بكثير في البحر الأحمر.
وبالإضافة إلى كونها رداً غير متناسب على هجوم الطائرات بدون طيار، يبدو من المؤكد أن الضربات على الحديدة ستستفز “الحوثيين” لشن المزيد من الهجمات على إسرائيل. كانت الحديدة هدفاً متكرراً لغارات جوية للتحالف السعودي قبل سريان هدنة 2022، لكن هذا لم يفعل شيئاً لوقف هجمات “الحوثيين” على أهداف سعودية وإماراتية. وبعد أكثر من تسع سنوات من قصف الحكومات الأجنبية للمدن اليمنية، يجب أن يكون من الواضح أن هذا لا يحقق أي شيء سوى إلحاق البؤس والموت بالمدنيين اليمنيين، حسب التقرير الذي نشره الموقع الأمريكي ورصده “المساء برس”.
وأضاف التقرير “وبحسب صحيفة هآرتس، فإن الجيش الإسرائيلي يدرك أن ضرب اليمن من غير المرجح أن يردع الحوثيين عن إطلاق المزيد من الطائرات بدون طيار والصواريخ. ولن يؤدي التصعيد ضد الحوثيين إلى زيادة أمن إسرائيل، لكنه سيزيد من استنزاف موارد إسرائيل مع اقتراب المنطقة من حرب أوسع نطاقا. وطالما استمرت الولايات المتحدة في دعم حرب إسرائيل في غزة وشن حملتها العسكرية الخاصة في اليمن، فإن الولايات المتحدة معرضة لخطر كبير بالتورط بشكل أكبر في تلك الحرب الأوسع نطاقا”.
وتضمن التقرير الأمريكي “إن الضربات الإسرائيلية في اليمن ستجعل من الصعب على إدارة بايدن التظاهر بأن هجمات الحوثيين على الشحن التجاري في البحر الأحمر لا علاقة لها بالحرب في غزة. تريد الإدارة إبقاء هذه الصراعات في صناديق منفصلة للحفاظ على الوهم بأنها منعت الحرب في غزة من زعزعة استقرار المنطقة، لكن من الواضح أن كل هذه الصراعات مترابطة”.
وأشار التقرير إلى أنه “إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن ترى نهاية للهجمات الحوثية على السفن وتلك الموجهة إلى إسرائيل، فيتعين عليها أن تتوقف عن محاولة قصف طريقها إلى التهدئة، وأن تمارس ضغوطا حقيقية على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء حملتها في غزة. إن الحرب في غزة هي المحرك الرئيسي لكل هذه الصراعات الأخرى، ولن يتم حل أي منها بنجاح حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحصار الذي يخنق الشعب الفلسطيني هناك”.
وأضاف الموقع “وعلى أقل تقدير، يتعين على الولايات المتحدة أن تضغط على الحكومة الإسرائيلية لتجنب أي تصعيد آخر ضد دول أخرى في المنطقة. ومن بين أمور أخرى، يتطلب هذا إيصال رسالة واضحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عندما يأتي إلى واشنطن هذا الأسبوع مفادها أن الولايات المتحدة لن تنقذه إذا ذهب إلى الحرب في لبنان. فالمنطقة لا تستطيع تحمل المزيد من الصراعات، ويتعين على الولايات المتحدة أن تكف عن تأجيج الصراعات القائمة بمزيد من الأسلحة والدعم”.