الفاو: تصعيد بنك عدن المركزي يهدد بانهيار الريال اليمني في مناطق حكومة عدن
خاص – المساء برس|
حذرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) من تصعيد بنك عدن المركزي ضد البنوك في صنعاء، مشيرة إلى أن هذا التصعيد يؤدي إلى زيادة خطر انهيار الريال اليمني في مناطق حكومة عدن.
وذكرت الفاو في تقريرها الأخير أن الريال اليمني ظل مستقراً في مناطق حكومة صنعاء، بينما تتفاقم المخاطر الاقتصادية في مناطق حكومة عدن بسبب استنزاف الاحتياطيات وعائدات النقد الأجنبي المحدودة.
وأضافت الفاو أن الإجراءات التي تتخذها حكومة عدن ضد البنوك في صنعاء تزيد من الضغط على الاقتصاد المتداعي أساساً في اليمن عموما وفي المناطق الجنوبية والشرقية تحديدا التي تسيطر عليها حكومة عدن، مما يؤدي إلى تدهور الوضع المالي واستمرار معاناة المواطنين.
ويأتي هذا التحذير في وقت تعاني فيه مناطق حكومة عدن من أزمات اقتصادية وإنسانية خانقة، بينما تستمر حكومة صنعاء في تحقيق استقرار نسبي في مناطق سيطرتها.
ويأتي هذا التحذير أيضاً في ظل تصاعد التوترات بين الأطراف اليمنية المتصارعة، حيث اتخذت حكومة عدن، المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، سلسلة من الإجراءات الاقتصادية العدائية ضد البنوك في صنعاء. وتهدف هذه الإجراءات إلى الضغط على حكومة صنعاء لوقف دعمها العسكري لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وقد أتت تلك الإجراءات بناء على توجيهات من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التابعة للمخابرات المركزية الأمريكية.
حكومة صنعاء، بقيادة أنصار الله، أعلنت مراراً وتكراراً دعمها للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة استعدادها لتقديم الدعم العسكري واللوجستي لغزة. هذا الموقف يأتي في إطار توجيه ضربات لأهداف إسرائيلية من خلال تنسيق عمليات في البحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط ضد الملاحة الإسرائيلية، وبنظر خبراء غربيون فإن الدعم العسكري الذي تقدمه صنعاء لغزة يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة، ويعزز التوترات بين اليمن والأطراف الغربية والإقليمية المتحالفة سراً وعلناً مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وبخصوص الريال اليمني، الذي يعاني منذ سنوات من تدهور كبير بسبب الصراع المستمر، يشير خبراء اقتصاد من اليمن أنه يشهد مزيداً من الضغط في مناطق حكومة عدن نتيجة للسياسات الاقتصادية الفاشلة وعدم الاستقرار الأمني، وفي المقابل، تمكنت حكومة صنعاء من الحفاظ على استقرار نسبي للعملة بفضل سياساتها الاقتصادية المتوازنة واستغلال الموارد المحلية بشكل فعال.
ويشير الخبراء إلى أن التحذير الصادر من الفاو يعكس المخاوف المتزايدة من انهيار اقتصادي في مناطق حكومة عدن، مما يزيد من معاناة المواطنين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية صعبة. وفي ظل هذه التحديات، يبقى مستقبل اليمن مرهوناً بمدى قدرة الأطراف المتصارعة على الوصول إلى حلول سلمية تنهي الصراع المستمر وتعزز الاستقرار الاقتصادي والسياسي في البلاد من دون السماح للأطراف الدولية كالولايات المتحدة الأمريكية والإقليمية كالسعودية والإمارات بالتدخل.