عبر ذراع صهيوني في عدن.. صنعاء تواجه تصعيداً اقتصادياً بأمر أمريكي
خاص – المساء برس|
أدان الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي، رشيد الحداد، ما وصفه بالتصعيد الاقتصادي الموجه ضد صنعاء، والذي تجلى مؤخراً في استهداف شركات الاتصالات من قبل الحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي في عدن.
وأكد الحداد أن هذه الخطوات تأتي ضمن سياسة متعمدة لتضييق الخناق على العاصمة اليمنية، مشيراً إلى أن المطالبات الأخيرة المتعلقة بشركات الاتصالات ونقل مقراتها إلى عدن “تعكس حالة من الفشل المستمر للحكومة المدعومة من التحالف في تحقيق أي تقدم اقتصادي ملموس على مدى تسع سنوات”.
الحداد شدد على أن البنية التحتية للاتصالات في عدن تكاد تكون معدومة، وأن المحاولات المتكررة لإنشاء شركات اتصالات جديدة باءت بالفشل. وقال في تصريح خاص لـ”المساء برس”: “استهداف شركات الاتصالات في صنعاء يأتي في إطار التصعيد الاقتصادي، لكن هذه المرة طالبوا بالمستحيل. فهل لديهم بنية تحتية للاتصالات؟ وهل استطاعوا إنشاء أي شركة اتصالات على مدى تسع سنوات؟ الجواب هو (لا)، ولن يستطيعوا”.
وفي هذا السياق، تتصاعد الأصوات داخل اليمن محملةً الولايات المتحدة مسؤولية هذا التصعيد الاقتصادي بسبب موقف اليمن بقيادة حكومة صنعاء وقواتها المسلحة المساند للشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي عسكرياً، ويرى مراقبون أن التحرك الاقتصادي العدائي ضد صنعاء من قبل الحكومة التابعة للتحالف السعودي في عدن يأتي ترجمة للحرب العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد اليمن لمنعه من مواصلة قطع ملاحة كيان الاحتلال الإسرائيلي عن البحر الأحمر والمحيط الهندي، وترجمة أيضاً للتهديدات الأمريكية الصريحة على لسان سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ومبعوث واشنطن لدى اليمن اللذين أكدا مؤخراً بأن واشنطن لن تسمح بتمرير أي اتفاق ينهي إطلاق النار في اليمن إلا بعد وقف من يسمونهم (الحوثيين) لعملياتهم الهجومية ضد السفن في البحر الأحمر والتي فشلت واشنطن بأسطولها البحري بقيادة آيزنهاور من تحييد هذه الهجمات بالقوة العسكرية رغم فارق الإمكانات لدى قوات البحريتين اليمنية والأمريكية حيث اتجهت واشنطن لسياسة الحرب الاقتصادية وشل الاقتصاد في صنعاء وتدمير ما تبقى من البنية التحتية في البلاد للضغط بشأن وقف مساندة غزة عسكرياً.
يذكر أن هذا التصعيد يأتي في وقت يعاني فيه الشعب اليمني من أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعيش الملايين تحت خط الفقر ويعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء. وفي هذا السياق يؤكد الحداد أن هذه السياسات العدائية لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هذه الممارسات وإنهاء معاناة الشعب اليمني ومعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أيضاً، مشيراً إلى أن قرار صنعاء واضح بشأن العمليات العسكرية في البحار وهو مرهون بوقف العدوان الصهيوني المدعوم أمريكياً على قطاع غزة.
كما أشار الحداد في ختام تصريحه إلى أن ما تقوم به حكومة التحالف السعودي في عدن هو تضامن علني وواضح مع كيان الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة وضد من يساند الفلسطينيين ومقاومتهم في مواجهة هذا العدوان الذي أودى بحياة ما يقارب الـ37 ألف شهيد فلسطيني منذ 7 أكتوبر العام الماضي حتى الآن وإصابة أكثر من 80 ألف ومعظمهم من الشهداء والمصابين من الأطفال والنساء.