الأبعاد المحتملة لمرحلة التصعيد الرابعة للقوات اليمنية ضد (إسرائيل)
أصداء – المساء برس|
قال الكاتب الصحفي خليل نصر الله في مقال تحليلي، نشرته صحيفة (SPIRIT’S FREESPEECH)، إن تفاصيل المرحلة الرابعة من التصعيد ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي والتي أعلنتها القوات المسلحة اليمنية في إطار مساندتها للمقاومة الفلسطينية بوجه الاحتلال الإسرائيلي، هي عبارة عن إجراء استراتيجي يمثل جزءاً من مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية مع حماس، والتي تتعرض لضغوط شديدة لقبول شروط الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن تصعيد صنعاء جزء من استراتجيية أوسع تهدف إلى التأثير على العواقب السياسية خارج حدود اليمن.
وقال نصر الله، إن “محيط إطلاق النار في اليمن – نطاقه البحري – يشمل الآن البحر الأحمر، وبحر العرب، وخليج عدن، والمحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط. وعلى الأرض، هدف صنعاء هو الوصول إلى إسرائيل عبر امتدادها الجغرافي ، وخاصة في المناطق الجنوبية المطلة على البحر الأحمر”.
وأشار إلى أن “المقارنة بين العمليات التي قامت بها منذ بداية قرارها وحتى نهايته تظهر ذلك بوضوح – العمليات في خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، حيث تمكنت من مراكمة وتطوير قدراتها بشكل دائم سواء في القوة الصاروخية أو القوات الجوية بدون طيار أو الأسلحة البحرية الأخرى، مما أتاح لها تجاوز أنظمة الدفاع الأمريكية المختلفة، لتعلم العديد من الأساليب لمواجهتها، أو حتى لإفشالها”.
وأضاف “لقد أصبح فشل التحالفين الغربيين الهادفين إلى إحباط الحصار الذي تفرضه إسرائيل على اليمن واضحا في وضح النهار.
منذ بداية إبريل/نيسان، استسلم العديد من قادة القوات البحرية الأوروبية على مرأى ومسمع من الجميع”.
وقال جيروم هنري، قائد الفرقاطة الفرنسية فريم الألزاس – المنتشرة في البحر الأحمر لمدة 71 يومًا متتالية – في 11 أبريل/نيسان إن سفينته استنفدت ترسانتها القتالية بالكامل وستتجه إلى الميناء لتجديد إمداداتها من الذخيرة وبأنه سيعود ليواجه مهمة مستحيلة :
” لم نتوقع بالضرورة هذا المستوى من التهديد. لقد رأينا عنفاً غير مقيد، وهو ما كان مفاجئاً للغاية وذو أهمية كبيرة. اليمنيون لا يترددون في استخدام الطائرات بدون طيار التي تحلق على مستوى الماء لتفجيرها على السفن التجارية وإطلاق الصواريخ الباليستية”.
وقال هنري لصحيفة لوفيغارو الفرنسية: ” كان علينا تنفيذ ما لا يقل عن ست مهام مساعدة في أعقاب الضربات [اليمنية]”.
وفي أوائل أبريل/نيسان أيضاً، حذر الأدميرال فاسيليوس غريباريس، القائد اليوناني لعملية “أسبيدس” التابعة للاتحاد الأوروبي، من أن المهمة سيكون محكوم عليها بالفشل مع توفر ثلاث سفن حربية فقط لحماية الشحنات التي تمر عبر مضيق باب المندب. وقال غريباريس: “منذ إطلاق عملية أسبيديس في 19 فبراير 2024 وحتى اليوم، ظل مستوى التهديد على حاله “.
ومع بدء المرحلة الرابعة من عمليات أنصار الله في البحر الأبيض المتوسط، يكون اليمن قد أقام الآن حصارًا بحريًا وقبضة اقتصادية خانقة على إسرائيل، التي تعتمد بشكل كبير على الممرات البحرية في الغالبية العظمى من وارداتها.
ويمثل هذا الحصار بدوره وسيلة ضغط مهمة ضد تل أبيب وحلفائها الغربيين، الذين فشلوا في حماية مصالحهم في البحر الأحمر أو إحباط الحظر الذي تفرضه صنعاء على السفن التي تدخل موانئ ” الاحتلال”.
وبعيداً عن كونه مجرد معقل سياسي وعسكري، فقد أظهر اليمن قدرات عسكرية بعيدة المدى وتخطيطاً استراتيجياً مثيراً للإعجاب أربك أعظم القوى البحرية في العالم. ومناورات صنعاء الهائلة في المناطق البحرية لغرب آسيا، دفعتها إلى صدارة محور المقاومة في المنطقة، باعتبارها العضو الأكثر قدرة على التأثير في الأمن البحري العالمي والاستقرار الإقليمي.
وبينما تلتف الولايات المتحدة وحلفاؤها حول “عائمتهم الإنسانية” الجديدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في غزة لتحويل المنطقة، كما يظن كثيرون، إلى موقع مستقبلي للعمليات العسكرية الأمريكية وحماية منصات النفط وشركات الغاز الإسرائيلية، فإن اليمن يبرز كنقطة انطلاق للعمليات العسكرية اليمنية.