بلينكن يوجه بن سلمان بضرورة منع المزيد من التصعيد في المنطقة.. هل تنظم الرياض للعدوان على اليمن؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في الوقت الذي كان لا يزال من المجهول عمّا إذا كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين للعاصمة السعودية الرياض هدفها دفع السعودية للانخراط ضمن التحالف الثنائي الأمريكي البريطاني الذي يشن عدواناً على اليمن من البحر منذ 11 يناير الماضي، تأتي التصريحات المتواردة من مسؤولين أمريكيين على منصاتهم الرسمية لتأكيد أن هدف الزيارة هو دفع السعودية للانخراط في الحرب على اليمن كون المعركة الأمريكية التي تتم من البحر فقط تبدو مكلفة جداً للأمريكيين والبريطانيين الذين لم يتحملوها مواصلتها بمفردهم خاصة في ظل فشل كل القصف والغارات الأمريكية الجوية والقصف الصاروخي من البحر على اليمن في تحييده ومنعه من مواصلة فرضه حظراً على الملاحة الإسرائيلية من البحرين الأحمر والعربي.
فبعد سويعات قليلة على وصول بلينكن للرياض ولقائه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وإبلاغه بضرورة منع المزيد من توسع الصراع في المنطقة، أجرى وزير الدفاع السعودي اتصالاً بوزير الدفع الأمريكي، في مؤشر واضح على رغبة واشنطن في انخراط السعودية في التحالف الثنائي العسكري الأمريكي البريطاني ضد اليمن.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية صدر مساء اليوم عن زيارة بلينكن للرياض ولقائه بن سلمان، أفادت خارجية واشنطن أن بلينكن وبن سلمان ناقشا الحاجة للحد من التوتر الإقليمي بما يشمل وقف هجمات الحوثيين، كما أضافت الخارجية الأمريكية أن بلينكن شدد خلال لقائه مع ولي العهد السعودي على ضرورة منع مزيد من توسع الصراع.
ويتبين من بيان الخارجية الأمريكية، أن واشنطن تدفع بقوة نحو انخراط السعودية في المعركة كون بقاء المعركة بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية على هذا النحو غير مجدية بالنسبة للأمريكي ومكلفة جداً.
وقبل مغادرة بلينكين للرياض في زيارة لم تستغرق سوى ساعات قليلة جداً، أعلن الإعلام الرسمي السعودي أن وزير الدفاع بالمملكة أجرى اتصالاً مع وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستين، حيث نقل الإعلام السعودي عن وزير دفاعه قوله إنه بحث باتصال مع نظيره الأمريكي المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، وأنه جرى خلال الاتصال التأكيد على أهمية تهدئة الأوضاع في المنطقة.
في هذا السياق علقت مصادر مطلعة في صنعاء مقربة من صانعي القرار، على مسألة سبب زيارة بلينكن الحقيقية للسعودية وارتباطها بالفشل العسكري الأمريكي البريطاني في اليمن وفشل منعه من مواصلة قطع الملاحة الإسرائيلية، وعلقت المصادر المطلعة بالقول إنه سيكون من الغباء أن تخضع السعودية لضغوط أمريكا للانخراط في العدوان على اليمن.
ورجحت المصادر المطلعة أن تكون السعودية قد وُضعت أمام تعليمات أمريكية واضحة بضرورة مساهمة الرياض في وقف هجمات اليمن ضد السفن المتجهة لكيان الاحتلال الإسرائيلي أو ضد السفن الأمريكية والبريطانية المعادية نظراً لكون انضمام السعودية للتحالف سيمنح التحالف أفضلية عسكرية بسبب الجغرافيا البرية والقرب من اليمن برياً الأمر الذي سيقلل كثيراً التكاليف الباهضة التي تنفقها أمريكا على هجماتها ضد اليمن والتي تنطلق فقط من البحر من على متن حاملات الطائرات.
وعلى الأغلب فإن أقصى ما يمكن أن تفعله السعودية لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في معركتهما ضد اليمن، هو تحريك أذرعها في الداخل اليمني بمناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي جنوب وشرق اليمن وفي الجزء الجنوبي للساحل الغربي لليمن لإشعال الصراع من جديد مع القوات اليمنية التابعة لصنعاء بهدف إشغالها عن مواصلة مهام فرض الحصار البحري على كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفي سياق متصل أيضاً ربطت مصادر سياسية في صنعاء صدور قرار بدعم أمريكي بتعيين أحمد عوض بن مبارك رئيساً لحكومة التحالف في هذا التوقيت وفي اليوم الذي جاء فيه بلينكن إلى الرياض التي يقيم فيها بشكل شبه إجباري كافة قيادات حكومة التحالف السعودي ومجلسه القيادي الرئاسي برئاسة رشاد العليمي، ربطت المصادر صدور هذا القرار بمسألة انخراط السعودية في العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، حيث تعتبر المصادر السياسية أن تصعيد القتال في الداخل اليمني ضد قوات صنعاء يتطلب أولاً التوفيق بين السعودية والإمارات المتقاسمتان السيطرة على المناطق الجنوبية والشرقية لليمن.
وأضافت المصادر السياسية أن ملف الحكومة المنفية كان واحداً من ملفات الخلاف بين الرياض وأبوظبي وأدواتهما في الداخل اليمني هو ملف منصب رئيس الحكومة، لتأتي واشنطن وتحسم هذا الأمر بفرض ربيب سفارتها لدى اليمن منذ عقد ونصف أحمد عوض بن مبارك رئيساً جديداً لحكومة التحالف السعودي، فيما يبدو أنه تهيئة الأرضية السياسية جنوب اليمن تمهيداً لتوحيد الفصائل العسكرية المسلحة التابعة للتحالف السعودي وتوجيهها نحو التصعيد ضد قوات صنعاء.