فتوى الحاخامات بقتل الأطفال والنساء في غزة.. مفتاح ارتكاب الكيان جرائم حرب وإبادة
فلسطين المحتلة – المساء برس|
في خضم معركة طوفان الأقصى، وجه العشرات من كبار الحاخامات منذ أيام في الكيان، رسالة لحكومة الاحتلال، يحثونهم فيها على “استهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة باعتبار أن الشريعة اليهودية والأخلاق لا تحرم ذلك”، بناءً على “استخدام نصوص توراتية تحث على إبادة العدو”، وفق تعبيرهم. وبحسب القناة 14 الإسرائيلية فقد وجه عدد من الحاخامات نداء إلى رئيس الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية وقادة، ذكروا فيه أنه “لا يوجد حظر شرعي وأخلاقي على إيذاء العدو حتى في حالة استخدام المدنيين كدروع”.
وقرأ المحللون في هذه الفتوى إجازة دينية للجيش الإسرائيلي لقصف “مستشفى الشفاء”، الذي تدعي إسرائيل أن أنفاق المقاومة الفلسطينية تقع تحت بنايت، وفق ما نقل موقع JDN، الإثنين 30 أكتوبر المنصرم.
وشهدت فترة العدوان على غزة في السابق، حملة من الفتاوى اليهودية التي أصدرها الحاخامات مليئة بالكراهية والعنصرية البغيضة على كل من يخالف اليهود أو يقف في طريقهم، عدا عن مقاومتهم وصد عدوانهم، فها هو الحاخام شموئيل إلياهو يفتي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية رداً على سؤال: هل يجوز قتل النساء والأطفال في الحرب؟ حيث رأى الحاخام أنه «من الخطأ قتل الأطفال والنساء، لكن في حال كان هؤلاء الأطفال والنساء وسط الرجال من أعداء “إسرائيل”، فإنه من المباح أن يقوم الجيش بما قام به البطل التوراتي اليهودي شمشون من هدم المعبد فوق رأس الجميع بلا تمييز»، وكان ثمن هذه الفتوى استهداف مباشر للمدنيين والمستشفيات والبيوت وسيارات الإسعاف وغيرها. كما صادق عدة حاخامات على فتوى تسمح للجيش الإسرائيلي بقصف مناطق سكنية في قطاع غزة وأفتى الحاخام آفي رونتسكي بأن «أحكام التوراة تبيح قصف البيوت الفلسطينية من الجو على من فيها، ولا يجب الاكتفاء بقصف مناطق إطلاق الصواريخ، فالواقع يلزم بضبط الناشطين وهم في فراشهم وفي بيوتهم»!
كانت صحيفة «هآرتس» قد نشرت قبل ذلك فتوى لحاخامات في الكيان أفتوا فيها بأنه «يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم عملاق (أحد الأقوام الذين ورد في التوراة أنهم حاربوا اليهود) على الفلسطينيين، وهو الحكم الذي ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز منهم، وسحق البهائم». ونقلت الصحيفة عن الحاخام يسرائيل روزين، رئيس معهد تسوميت وأحد أهم مرجعيات الإفتاء لدى اليهود، فتواه التي سبق أن أصدرها في 26 مارس 2007 بأنه «يتوجب تطبيق حكم عملاق على الفلسطينيين، حيث إن الرب كلف بني إسرائيل بعد ذلك بشن حرب لا هوادة فيها ضد العماليق»، وتلا روزين الحكم الذي يقول: «اقضوا على عملاق من البداية حتى النهاية.. اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم، لا تأخذكم بهم رأفة، فليكن القتل متواصلاً.. شخص يتبعه شخص، لا تتركوا طفلاً، لا تتركوا زرعاً أو شجراً، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار». أما الحاخام الأكبر لمدينة صفد شلومو إلياهو فقال: «إذا قتلنا 100 دون أن يتوقفوا عن ذلك فلا بد أن نقتل منهم ألفاً، وإذا قتلنا منهم 1000 دون أن يتوقفوا فلنقتل منهم 10 آلاف. وعلينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليون قتيل، وأن نستمر في القتل مهما استغرق ذلك من وقت»، وأضاف إلياهو قائلاً «المزامير تقول: سوف أواصل مطاردة أعدائي والقبض عليهم ولن أتوقف حتى القضاء عليهم»!
ولم يكن الفلسطينيون بشرا من وجهة نظر بعض قادة الصهيونية ومؤطريها منذ نكبة 1948 إلى اليوم، لكن المصرح به كان محدودا في نطاق عدد من المتطرفين وأتباعهم. لكن الواضح اليوم، أنّ الكيان بدأ يتحدث بلغة واحدة هي لغة السحق والمحق لسكان غزة الذين أطلق عليهم وزير دفاعها وصف الحيوانات. ورغم أن الحيوانات تحظى في الغرب عموما بتقدير ورعاية قد تفوق رعاية الإنسان فإن “الحيوانات” التي تنتقم منها آلة القتل الاسرائيلية الآن تواجه أشرس عقاب جماعي في تاريخ الاعتداءات الإسرائيلية على الأرض المقدسة وما حولها.
ويفتخر وزير الدفاع الإسرائيلي بأن جيشه فرض حصارا شاملا على غزة تضمّن قطع الماء والكهرباء ومنع الإمداد بالوقود والطعام، معلنا العزم على إبادة سكان القطاع لأنهم “حيوانات على شكل بشر”. ورغم أنه لا جديد في العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة سوى حجم الانتقام فإن إسرائيل مصرة على أن تمنح العالم سردية جديدة تنقلها من مقام الدفاع عن النفس إلى “مقام إبادة الحيوانات”.
ورغم الإسناد العالمي للرواية الإسرائيلية فإنها قوبلت برفض حقوقي دولي شديد، حيث اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أمرا مقززا ودعوة صريحة لارتكاب مجازر حرب، داعية منظمة الصحة العالمية إلى فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين.