كبير مطوري المنظومة الدفاعية الجوية بالكيان الإسرائيلي يقر بخطورة صواريخ اليمن
أحمد الكمالي – المساء برس|
اعتبر كبير مطوري منظومة الدفاع الإسرائيلية المعروفة بالـ”سهم”، عوزي روبين، الثلاثاء، أن اضطرار جيش بلاده لاستخدام منظومة الدفاع الصاروخي “السهم” في التصدي للصواريخ التي اطلقها الجيش اليمني، دليلاً على رفع الإسرائيلي لمستوى الخطر في استهدافه من اليمن مقارنة بالعمليات السابقة التي نفذت منذ الـ7 من تشرين أكتوبر.
ونشرت صحيفة ” جيروزاليم بوست”، تحليلاً معمقاً تحت عنوان (هل أدى اعتراض صاروخ آرو الإسرائيلي إلى تغيير شكل الشرق الأوسط؟)، استضافت فيه الرئيس الأسبق لمنظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية، عوزي روبين، الذي كان له الفضل في تطوير منظومة الـ”سهم” الدفاعية وأشارت له الصحيفة بكنية (أبو السهم).
ووفقا للتحليل: فإنه في “يوم الثلاثاء، تم الإعلان عن أن نظام الدفاع الصاروخي “آرو” أسقط صاروخا باليستيا للمرة الأولى، وفي هذه الحالة أطلقه وكلاء إيران في اليمن على إسرائيل” يشير الإسرائيلي إلى الجيش اليمني وكافة قوى المقاومة بوكلاء إيران، للتقليل من هزائمه وتبرير وقوعها كونه يواجه دولة إقليمية.
وتابعت الصحيفة: “لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها صاروخ آرو، الذي طورته شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بالتعاون مع مؤسسات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية، هدفاً ما، ففي عام 2017، أسقطت صاروخًا أرض-جو سوريًا أخطأ طائرة إسرائيلية ودخل المجال الجوي الإسرائيلي”.
وحول الاختلاف بين الصاروخ الذي اطلق من اليمن عن ذلك الذي اطلق من سوريا – في حال سلمنا بالرواية الإسرائيلية عن عدد ومصير الصواريخ اليمنية- يؤكد كبير مطوري منظومة الدفاع الإسرائيلية، روبين، أن الصاروخ الباليستي من اليمن كان هدفًا أكثر صعوبة بكثير عما واجهته إسرائيل في حالة تعاملها مع غيره.
وحاول روبين الذي يعمل حاليا كزميل في كلا من معهد القدس للأمن والاستراتيجية ويرتبط أيضا بمركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية وكلاهما من أهم مراكز البحوث وصنع القرار في الكيان الاحتلال، حاول استثمار مزاعم جيشه باعتراض الصاروخ القادم من اليمن، لبعث رسائل تطمين لدولة ألمانيا التي وقعت مع حكومة بلاده الشهر الماضي، عقدا لشراء منظومة السهم أو (Arrow) التي أشرف على تطويرها بنفسه.
وقال روبين: ” لا يوجد شيء يضاهي إسقاط تهديد صاروخي باليستي عالي الجودة مع كل الضغط الحقيقي الذي يفرضه الموقف العملياتي، تمكنت إسرائيل من القيام بذلك على الرغم من التهديدات على جبهات أخرى متعددة: الجنوب والشمال والضفة الغربية”.
واعتبر أن ذلك مؤشر سيقدم رسالة لإيران وحلفائها على قدرة إسرائيل على التصدي للصواريخ البالستية التي تمتلكها طهران وصنعاء، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن التهديدات الصاروخية التي تتعرض لها إسرائيل من حماس وحزب الله، هي صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، يمكن للقبة الحديدة التعامل معها، متجاهلا الإخفاقات التي أظهرتها الأسابيع الأولى من حرب بلاده على غزة، في منظومة القبة الحديدة.
وحاول التحليل تقديم تفسير لمرور الصواريخ اليمنية من مكان إطلاقها من اليمن إلى إيلات، دون أن تتمكن البحرية الأمريكية المساندة للكيان الإسرائيلي المتواجدة شمال البحر الأحمر من التصدي واعتراض الصواريخ اليمنية، قائلاً: “القوات البحرية الأمريكية في المنطقة قد تكون قادرة أيضًا على إسقاط الصواريخ الباليستية التي تستهدف إسرائيل، لكن هذه القدرة قد تعتمد على مسار الصاروخ، في حين يتم وضع درع السهم بطريقة مختلفة ويتمتع بقدرات أكثر تنوعًا لإسقاط الصواريخ البالستية”.
منظومة السهم
وحسب وكالة “رويترز” فإن منظومة السهم التي تم تطويرها بالشراكة بين إسرائيل وأمريكا، “تتكوّن من مجموعة من الأنظمة الاعتراضية وأخرى فرعية معيارية، مصممة لتوفير دفاع متعدد المستويات عالي الفعالية ضد تهديد الصواريخ الباليستية، وتمتد من القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ قصيرة المدى إلى صواريخ “Arrow-3″ طويلة المدى التي تدمر أي رؤوس حربية غير تقليدية على ارتفاع آمن”.
ويرى مراقبون أن اضطرار إسرائيل إلى استخدام منظومة السهم التي تتربع على عرش منظوماتها الدفاعية، لأول مرة ضد تهديد حقيقي، لمواجهة العملية الثالثة من اليمن، دليل على مدى تطور القدرات الصاروخية التي بات يمتلكها الأخير المتعهد بتصعيد العمليات كما ونوعا، وفي حال كان ما في جعبته، وذلك غير مستعبد، ما يتخطى منظومة السهم، فإنه لن يكون أمام جيش الدفاع الإسرائيلي سوى مزاحمة مواطنيه في الملاجئ!