زمام المبادرة بيد أنصار الله.. فهل وصلت الرسالة؟
المساء برس – خاص/ قالت مصادر سياسية في صنعاء إن القوة الصاروخية كان بإمكانها استهداف قاعدة الملك فهد أو أي قاعدة عسكرية تابعة للسعودية في أي وقت مضى، غير أنها اختارت هذا التوقيت لأسباب معينة هدفها إيصال رسالة لطرف سياسي داخل اليمن من جهة وللسعودية من جهة ثانية.
وقالت المصادر في تصريح لـ”المساء برس” إنها تملك معلومات أن القوة الصاروخية في الجيش اليمني التابع لصنعاء قامت بتطوير جزئية معينة في صواريخها الباليستية التي انتجتها محلياً وأنها لم تعلن عن هذا التطوير حتى اليوم.
وتوقع مراقبون أن يكون التطوير في الصواريخ الباليستية التي بات يملكها الجيش اليمني تتعلق بالتغلب على تكنولوجياً على الأنظمة المضادة للصواريخ التي تمتلكها السعودية مثل أنظمة الباتريوت.
وكانت القوة الصاروخية قبل أسبوع قد أطلقت صاروخاً باليستياً طويل المدى من نوع (بركان H-2) على منشأة مصفاة ينبع النفطية غرب السعودية وتبعد عن الحدود اليمنية مسافة 1000 كيلو متر تقريباً، ومع هذا لم تستطع منظومة باتريوت الدفاعية أن تسقط الصاروخ اليمني.
وزارة الدفاع الأمريكية اعترفت يوم أمس أن الحوثيين في اليمن أطلقوا صاروخاً طويل المدى وقد طار في سماء السعودية مسافة 930 كم وسقط في موقع نفطي في ينبع غرب المملكة على سواحل البحر الأحمر.
واليوم يطلق الجيش اليمني الموالي لصنعاء عدداً من الصواريخ الباليستية دفعة واحدة على قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف، وقد أصابت أهدافها بدقة عالية وفقاً لتصريحات المسؤولين العسكريين في صنعاء، ولم يصرح المسؤولون في صنعاء عن عدد الصواريخ التي أطلقوها على قاعدة فهد الجوية بالسعودية، غير أن المعلومات الواردة تتحدث عن خمسة إلى عشرة صواريخ تم إطلاقها على السعودية اليوم.
بالإضافة إلى ذلك قامت القوات المسلحة اليمنية بإطلاق صاروخ قاهر 1 على غرفة لإدارة العمليات العسكرية في محافظة تعز غرب اليمن، وتقول المعلومات الواردة بأن الصاروخ أدى إلى مقتل ضباط إماراتيون وسودانيون وقيادات عسكرية يمنية موالية للتحالف.
ويتوقع مراقبون أن التصعيد العسكري للقوات اليمني يأتي بالتزامن مع الترتيب لجولة مفاوضات يمنية خليجية، قد لا تكون فيها حركة أنصار الله طرفاً رئيسياً وأن التعاطي بشكل أكبر سيكون مع حزب الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح.
ويرى مراقبون أن الهدف من إطلاق الصواريخ الباليستية بهذه الكثافة وفي غضون أسبوع واحد فقط، يعني أن القوة العسكرية الحقيقية حالياً في يد حركة أنصار الله وأن الجيش بيد الحركة وقياداتها الموزعين على عدد من المناصب الهامة في الجيش، لافتين إلى أن ضربات موجعة كهذه للسعودية داخل أراضيها وللإمارات في مقراتها العسكرية جنوب اليمن، لم يكن حزب المؤتمر على علم بها.
وإذا كانت دول التحالف تجري تفاهمات مع أطراف يمنية مناهضة لها دون أطراف أخرى فهذا يعني بأن نتائج هذه التفاهمات ستكون سلبية على المستويين السياسي والعسكري، وهو ما ترجمته الضربات الصاروخية التي استهدفت المملكة هذا الأسبوع.