توجيهات سعودية وإماراتية لـ”العليمي” ومجلسه بشأن التطورات في فلسطين المحتلة
متابعات خاصة – المساء برس|
كشفت وسائل إعلام جنوبية مساء اليوم الجمعة، عن توجيهات صارمة صدرت من السعودية والإمارات لمجلس القيادة الرئاسي الموالي للتحالف السعودي والذي يقوده رشاد العليمي، بشأن التعاطي مع التطورات الحاصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ انطلاع عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب الشهيد عزالدين القسام التي يقودها القيادي الفلسطيني محمد الضيف.
ونقل موقع “الجنوب اليوم” التابع للحراك الجنوبي، عن مصادر لم يكشف هويتها، تؤكد بأن المجلس القيادي الرئاسي تلقى أوامر من السعودية والإمارات باتباع سياسة الرياض وأبوظبي في التعاطي مع التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعملية طوفان الأقصى.
وقالت المصادر إن الأوامر الخليجية الموجهة للحكومة اليمنية الموالية للتحالف، قضت بـ”أن يتجاهل المجلس القيادي الرئاسي ما يحدث في قطاع غزة” بما في ذلك تجاهل الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد المدنيين في القطاع.
كما قضت التوجيهات بأن على المجلس القيادي الرئاسي جنوب اليمن عدم إصدار أو تبني أي مواقف شعبية مؤيدة للمقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى عدم إخراج أي تظاهرات أو فعاليات رسمية تؤيد المقاومة الفلسطينية.
وحسب المصادر فإن السعودية والإمارات بررتا هذه التوجيهات بمزاعم أن “أي تأييد للفلسطينيين ولعملية طوفان الأقصى هو تأييد لحركة المقاومة الإسلامية حماس وأي تأييد لحركة حماس هو تأييد للإرهاب كون الحركة مصنفة في السعودية والإمارات وأمريكا والدول الغربية بأنها حركة إرهابية”، مضيفة إن الخليجيين أقنعوا بالفعل القيادة اليمنية الموالية لهم بهذا الطرح وهو ما سارع رشاد العليمي رئيس المجلس وأعضائه إلى الالتزام به وتنفيذه حرفياً، حيث لم يصدر أي موقف من المجلس القيادي الرئاسي بشكل رسمي وما صدر من تعليقات وتصريحات متفرقة أتت من بعد ما صدرت بيانات من السعودية والإمارات كي تتماشى هذه التصريحات مع السياسة السعودية والإماراتية.
وقالت المصادر إن من جملة ما أبلغ به السعوديون والإماراتيون المجلس القيادي الرئاسي، أن “المواقف غير المؤيدة لعملية طوفان الأقصى نابعة من كون حركة حماس هي من قامت أولاً بشن الهجوم على دولة إسرائيل” معتبرة أن دفاع الفلسطينيين عن أرضهم هي أعمال إرهابية وأي دعم لها هو دعم للأعمال الإرهابية، حسب زعم مسؤولي ملف اليمن في الرياض وأبوظبي الذين أبلغوا المجلس القيادي جنوب اليمن بهذه التوجيهات.
وعلى مقربة من انقضاء أسبوع كامل على انطلاق عملية طوفان الأقصى، ورد الكيان الإسرائيلي على العملية بقصف المدنيين بوحشية، حتى اللحظة لم تتبنى حكومة التحالف السعودي الإماراتي أي موقف رسمي واضح داعم ومؤيد للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وحقها في الدفاع عن أراضيها أمام التغول الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة على المقدسات في مدينة القدس.
وبمقابل الموقف السلبي للقيادة اليمنية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي والمتماهي مع موقف الرياض وأبوظبي المنحاز بشكل ملحوظ إلى الكيان الإسرائيلي، وجد المجلس القيادي التابع للتحالف نفسه أمام خروج شعبي كبير في معظم المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف بشكل عفوي وتلقائي بعد انتظارهم عدة أيام لعل السلطات المحلية جنوب اليمن ستعلن مواقف رسمية واضحة وستدعو بشكل رسمي المواطنين للخروج بتظاهرات وتنفيذ وقفات شعبية نصرة للفلسطينيين وقطاع غزة إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث وهو ما دفع بالمواطنين أنفسهم إلى الخروج تلقائياً كاسرين محاولات السلطات المحلية جنوب اليمن منعهم وفي أفضل الأحوال محاصرة وقفاتهم الاحتجاجية بحصرها في مناطق وشوارع صغيرة وخلال مدة زمنية قصيرة جداً.
وبالمثل أيضاً لم يصدر المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات أي موقف رسمي داعم للقضية الفلسطينية، واكتفى فقط بالحديث عن ما يحدث في الأراضي المحتلة خلال اجتماع اعتيادي لهيئة رئاسة الانتقالي لمناقشة الشأن المحلي في مناطق سيطرة المجلس وفي نهاية الاجتماع تطرق مسؤولو الانتقالي إلى القضية الفلسطينية، في حين لم يصدر المجلس أي بيان رسمي خصيصاً لهذه التطورات الهامة في فلسطين المحتلة والتي تحدث لأول مرة منذ احتلال الكيان الإسرائيلي للأراضي المقدسة عام 1948.