مقال في موقع “عدن الغد” بعنوان (إيران البلد الإقليمي الصاعد)
خاص – المساء برس|
وفي تحول لافت للانتباه، نشر موقع “عدن الغد” أبرز وسائل الإعلام الجنوبية الممولة من التحالف السعودي، مقالاً بعنوان، “إيران البلد الإقليمي الصاعد”، قدم فيه الكاتب “د. وليد الماس” إيران بأنها أهم بلدان منطقة الشرق الأوسط، مقراً بمجالات تقدمها الاقتصادي والإنتاج المحلي والصناعي والتقدم التكنولوجي والاتصالات وأبحاث الفضاء، ومتغنياً بحجم الثروة النفطية والغازية والمعدنية التي تمتلكها إيران.
وفي ختام المقال بعد سرد طويل، قال الكاتب “من الأهمية بمكان أن يدرك عرب الخليج ما تفكر به القوى الكبرى مستقبلاً في ضوء متغيرات عديدة تشهدها الساحة الدولية، وضرورة توثيق العلاقة مع إيران البلد الجار، وتصفير مجمل الخلافات معها”.
ويبدو من الإعلام المحلي الموالي والممول من التحالف السعودي الإماراتي أنه بدأ بالتقرب من إيران والمديح والثناء فيها، في خطوة تكشف وصول بعض الأطراف الموالية للتحالف إلى قناعة بأن البقاء في حضن الرياض أو أبوظبي لم يثمر ولم يجدِ نفعاً خاصة بعد مرور قرابة 8 أعوام ونصف من ارتماء هذه الأطراف في الحضن الخليجي ضد بلادهم اليمن طمعاً في الحصول على السلطة حتى وإن كانت سلطة شكلية مسلوبة السيادة والقرار.
لكن خروج هذه الأطراف من عباءة التحالف لا يبدو بأنه ينم عن حس وطني أو استفاقة ضمير، لأنه لو كان كذلك فعلاً لاتجه بخطابه هذا نحو أبناء بلده للتصالح معهم لا أن يبحث له عن طرف خارجي آخر ويبدأ بتمهيد الأرضية للارتماء في حضنه كمرتزق كما كان حاله مع الحضن السعودي والإماراتي، وهنا يجدر التذكير لمن يريدون أن يرموا بأنفسهم كمرتزقة في الحضن الإيراني ظناً منهم أن إيران ستتعاطى معهم على شاكلة تعاطي الرياض وأبوظبي مع أتباعها، بأن إيران لا تضع يدها في أيدي مرتزقة لأن من قدم نفسه مرتزقاً لإيران اليوم سيقدم نفسه غداً مرتزقاً لخصوم إيران حين يُدفع لهم أكثر، وهذا ما يميز العلاقة بين إيران و”حلفائها” عن العلاقة بين السعودية والإمارات و”أتباعهما”.
ومحاولة بعض وسائل الإعلام الممولة من التحالف التقرب من إيران بهذه الطريقة في الوقت الذي لا يزال فيه هذا الإعلام ذاته يعادي ويخوّن أبناء بلده من الأطراف الأخرى المناهضة للتحالف السعودي الإماراتي المحتل لأجزاء واسعة من البلاد، وبتهمة زائفة لا أساس لها إلا في قواميس الإعلام الغربي والإسرائيلي (تهمة التبعية لإيران)، هذه المحاولة هي دليل على أن هذا الجناح يريد فقط أن يخرج من العباءة الخليجية ليرتمي (كما يتوهم) في عباءة إيران أي أنه لا يزال يقدم نفسه كمرتزق، وفي الأخير سيعود من جديد وعما قريب لمهاجمة إيران وشتمها لأنها رفضت التعاطي معه، فإيران تتعاطى بندية مع من يملك قراره لا مع من يريد أن يبيع قراره وسيادته.