تصريحات السفير السعودي تثير سخطًا واسعًا في صنعاء
خاص – المساء برس|
أثارت تصريحات السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر من صنعاء، أمس الاثنين، سخطًا واسعًا في أوساط القواعد الشعبية التابعة للمجلس السياسي الأعلى.
وحاول السفير في تصريحاته، على في تغريدة على حسابه بتويتر، تقديم بلاده كطرف وسيط في السلام بين اليمنيين، لا كطرف أساسي في الحرب التي شنتها المملكة في 26 مارس 2015.
واستند آل جابر في تصريحاته على المبادرة التي قدمتها الخارجية السعودية في العام 2021، والتي أكدت فيها تدخلهم كوسيط في السلام ولا علاقة لها في الحرب، وتم رفض المبادرة من المجلس السياسي الأعلى ووفد صنعاء المفاوض، وتأكيدهم على رفض القبول بالسعودية كطرف وسيط باعتبارها الطرف الفاعل الرئيس في الحرب.
وأطلق ناشطون في صنعاء، اليوم الثلاثاء، حملة إلكترونية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تحت وسم “السعودية طرف لا وسيط”، أكدوا فيها على رفضهم القبول بمحاولات المملكة إخراج نفسها من تبعات وتكاليف ما بعد الحرب من نافذة “الوسيط”.
وعلق السياسي اليمني المعروف، المقيم في بريطانيا، عبدالله سلام الحكيمي، على تصريحات السفير السعودي، بالتأكيد على أن إصرار السعودية على تقديم نفسها بصفة “الوسيط” في حربها على اليمن، له أهداف عديدة، أهمها:
التنصل عن المسولية عن حربها وما ترتب عنها من جرائم ومآسٍ مروعة وتبعات كارثية، وتحميل من قاوم العدوان والاحتلال المسؤولية باعتباره المتسبب بها وبالتالي مطالبته لاحقًا أو مطالبة اليمن بتسديد فاتورة الحرب العدوانية التي شنت عليها ظلما وعدوانًا ووضع الثروة النفطية والغازية اليمنية تحت يدها لهذا الغرض إلى أجل غير مسمى.
كما أن من أبرز الأهداف، وفق الحكيمي، شرعنة الوصاية لسعودية على اليمن وتثبيتها امتدادًا للمبادرة الخليجية عام 2011 من خلال الاعتراف والتسليم بدور وسيم لها وليس كطرف معتدي ومحتل.
بالإضافة إلى فرض إجنداتها ومصالحها وعملائها على أي تسوية سياسية قادمة وضمان هيمنة عملائها على تركيبة السلطة الانتقالية التي ستتشكل بموجب تلك التسوية.
وأشار السياسي اليمني البارز، إلى محاولة السعودية من خلال محاولاتها هذه، إحياء صيغة قديمة أنهتها فترة الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي وكانت سببًا في اغتياله، بأن يكون التعامل الدولي مع اليمن عبر السعودية وليس مباشرة.
ولم تعلق صنعاء رسميًا حتى اللحظة على تصريحات السفير الذي ما زال حتى اللحظة يخوض مفاوضات مع قياداتها، منذ وصوله يوم أمس الأول، إلا من تلميحات غير مباشرة لعضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، عبر صفحته بتويتر، برفض صنعاء محاولات السعودية تقديم نفسها كوسيط.