فتيات ذمار .. اتجاه إجباري نحو العنوسة
المساء برس – ذمار – خاص/ يخيم شبح العنوسة على الألاف من الفتيات اليمنيات، بعد ان ألبس عباءته عشرات الآلاف من الفتيات الأعوام الماضية، وسط انخفاض هائل في نسبة الزواج بسبب ظروف الحرب التي انعكست على الحياة الاجتماعية اليمنية، محافظة ذمار لم تكن في منأى عما يحدث، بل طالها الخوف ووصل شبح العنوسة الى تخوم الأسر الذمارية.
من مفارقات الحياة، ان يبحث الشباب الفقير عن شريكة حياته وسط كم هائل من الخيارات الصعبة، ليبدأ خيار: “زوجة شهيد، هو المناسب”. ومن خلال عمليات البحث الأولى لإعداد موضوع “العنوسة في ذمار”، أشار لـ”المساء برس” رجل اربعيني ينتمي الى أسرة فقيرة بمدينة ذمار، الى اقبال الشباب الفقراء للزواج من الأرامل خاصة زوجات الشهداء الحوثيين- أنصار الله- من غير الهاشميات.
موضحاً انُه خلال العامين الماضيين استشهد الآلاف من الشباب الصغار وعدد كبير منهم حديثي الزواج لذا تركوا زوجاتهم “أرامل”، لتكون جيدة في نظر الشباب الفقراء، وكلما كانت بلا أبناء وفترة زواجها أقصر مع زوجها الأول كان حضها في الزواج أكبر.
ويرى الباحث الإجتماعي عبدالله الصيادي، إن الحرب وتفاقم الاوضاع الاقتصادية وتدني فرص العمل الجيدة وارتفاع مهور الفتيات، جعل الكثير من الفتيات يتجهن اجبارياً الى العنوسة.
مضيفاً لـ”المساء برس”: خلال العامين الماضيين استشهد – قتل- الآلاف من الشباب، هذا أمر يجعل نسبة النساء اكبر بكثير من نسبة الذكور في المجتمع اليمني اجمالاً ما يجعل الحصول على ” عريس” بالنسبة للفتيات أمراً صعباً لكنه في النهاية ليس من المستحيل.
وتابع الصيادي: بالنظر الى هذه القضية فأسبابها متشعبة ومتشابكة ومتداخلة فهناك اسباب اقتصادية واسباب اجتماعية واسباب تتعلق بالعادات والتقاليد واخرى تتعلق بالوضع العام الاستثنائي وهي الحرب, لذا كل سبب يتصل بالأخر ومن الصعب حل تلك القضية بمعزل عن ايجاد حياة كريمة للمواطنين والتخفيف من مهور الفتيات.
مؤكداً ان احدى الدارسات الاكاديمية، عرجت بشكل كبير الى تفصيل المشاكل المترتبة على العنوسة والتي يأتي في مقدمتها ضعف بنية المجتمع وتوسع رقعة الفقر وتفشي ظاهرة النساء غير العاملات والتي يشكلن عبأ على أسرهن.