صحيفة أمريكية: إسرائيل الحليف الأبرز لدول الخليج
المساء برس – متابعات/ في مقاله لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، تناول الكاتب ياروسلاف تروفيموف التحولات الأخيرة في العلاقات العربية الإسرائيلية، محاولًا تحليل الأسباب والدوافع التي تقف وراء هذا الأمر.
ويقول الكاتب إنه وعلى مدار عقود، كان رفض إسرائيل هو السمة السائدة في العلاقة بينها وبين العرب، فيما كان يشبه توحيد الصفوف ضد عدو مشترك. ويعود الكاتب بالتاريخ إلى 2013، مشيرًا إلى وصف محمد مرسي، الرئيس المصري الأسبق قبل إطاحته بانقلاب عسكري في 2013، لليهود بـ «أحفاد القردة والخنازير»، بينما في 1988، استدلت حركة حماس الفلسطينية بما يعرف ببروتوكولات حكماء صهيون كدليل على وجود مؤامرة يهودية عالمية.
في المقابل، يقول الكاتب إن هذا الفكر يبدو وكأنه يتغير مؤخرًا في أجزاء من العالم العربي، مستشهدًا بدايةً بتصريح محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ومقرها السعودية، وهي مُنظمة وُجِهت لها اتهامات بنشر التطرف، إذ قال مؤخرًا: «كان جار النبي صلى الله عليه وسلم يهوديًّا، وعندما مرض ذلك الجار، زاره النبي وتحدث إليه برفق». ثم عقب العيسى، والذي شغل منصب وزير العدل السعودي سابقًا بالقول: «لا يرغب المتشددون في معرفة ذلك».
هذ الخطاب الجديد تجاه اليهود، وبدرجة أقل تجاه إسرائيل، أصبح بارزًا بشكل ملحوظ في دول الخليج بشكل خاص بقيادة السعودية. بالنسبة لهذه الممالك السنية الغنية، يرى الحكام أن الشيعة وإيران هم من يمثلون الخطر الأكبر على مصالحهم، بينما يرون في الدولة اليهودية حليفًا بحكم الأمر الواقع، نظرًا لعداوتها للنظام الإيراني وحلفائه في المنطقة، ومن بينهم حزب الله اللبناني.
دور بن سلمان
بحسب المقال، تنامت هذه الشراكة غير المتوقعة مع صعود ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والذي يوصف بأنه مهندس حرب اليمن، والذي يرغب في رد أكثر قوة على إيران، وقد اكتسب المزيد من القوة في هذا الاتجاه منذ وصول دونالد ترامب للحكم، إذ كان ترامب هو المرشح المفضل لكل من إسرائيل ودول الخليج. كان البيت الأبيض قد أعلن الخميس الماضي أن أول زيارة خارجية لترامب ستتضمن كلًّا من السعودية وإسرائيل.
في تصريح له في فبراير (شباط) الماضي، قال اللواء الركن أحمد حسن محمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي، متحدثًا عن إسرائيل: «لدينا عدو واحد، وخطر واحد، والآن كل منا حليف قوي للولايات المتحدة».
يضيف الكاتب أن الضغوط الخليجية على حركة حماس، لا سيما من حليفها الأهم في الخليج قطر، كانت وراء قرار الحركة الأسبوع الماضي بإصدار وثيقتها الشهيرة، والتي بدت وكأنها تحمل خطابًا أقل حدة بكثير تجاه إسرائيل، بما يتضمن الاعتراف بحدود 1967، إلا أن إسرائيل واجهت ذلك الإعلان بسخرية، إذ رأت أن حماس ما زالت تعلن نفس الهدف، وهو تحرير فلسطين التاريخية، بما لا يعني وجود دولة لليهود.
إن دول الخليج هي الأكثر تأثيرًا في تشكيل الرأي العام العربي، إذ إن أغلب القنوات الإخبارية العربية المؤثرة مملوكة للسعودية، أو قطر، أو الإمارات.
ومع ذلك، أشاد بعض المسئولين الإسرائيليين في المقابل بجهود الخليج في تحول موقف حماس، إذ قال الوزير الإسرائيلي أيوب قرا، والناشط بحزب الليكود: «كانت السعودية ودول الخليج تمثل أهم داعمي حماس في الماضي، والآن التحالف الذي تقوده السعودية يفهم أكثر وأكثر أن حماس منظمة متطرفة، وأن الإرهاب والتطرف يقف في اتجاههم أيضًا، وليس في اتجاه إسرائيل فحسب».
يضيف الكاتب أيضًا أن دول الخليج هي الأكثر تأثيرًا في تشكيل الرأي العام العربي، إذ إن أغلب القنوات الإخبارية العربية المؤثرة مملوكة للسعودية، أو قطر، أو الإمارات. يقول رجل الأعمال والمحلل السياسي السعودي أحمد الإبراهيم: «لم نعد نسمع على التلفزيون حاليًا الخطاب التقليدي المعادي الإسرائيلي، فقد تحول ذلك الخطاب نحو إيران حاليًا».
بحسب المقال، ما زالت حالة التعاطف مع القضية الفلسطينية ورفض إسرائيل قائمة بعمق في المنطقة، خاصة في الدول البعيدة عن إيران، والتي لا ترى فيها خطرًا حقيقيًّا، كما أن هذه الحالة موجودة بقوة أيضًا بين شعوب الخليج، لذلك، كان الجانب الأكبر من التعاون والتنسيق الاستخباراتي والأمني مع إسرائيل يحدث سرًّا، إلا أن هناك بعض الخطوات الصغيرة التي تمت بصورة علنية.
خطوات علنية
من بين هذه الخطوات زيارة وفد سعودي غير رسمي، قاده جنرال متقاعد، للقدس خلال العام الماضي، التقى خلاله مسئولين إسرائيليين. في المقابل، سمحت الإمارات أيضًا بزيارة وفد إسرائيلي صغير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة، ومقرها أبو ظبي، كما يقوم المسئولون الإماراتيون بجس النبض للسماح بمشاركة إسرائيل في معرض إكسبو العالمي 2020.
يقول الكاتب إن مثل هذا التراجع في العداء العربي لإسرائيل يهز الكثير من الفلسطينيين. يقول أيمن، زعيم الكتلة العربية في البرلمان الإسرائيلي: «أنا أميل لوجود علاقة طبيعية بين إسرائيل والدول العربية، ولكن في البداية يجب أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة. إن قيام أية اتفاقات بين إسرائيل والدول العربية قبل حل القضية الفلسطينية، سوف يضعف من القضية بالكامل».
يتغاضى الكثيرون في الخليج عن مثل هذه الدعاوى. يقول أحمد الإبراهيم: «دائمًا ما سعت السعودية لدعم القضية الفلسطينية، ودائمًا ما تفاوضت لصالح فلسطين، وأنفقت الكثير لصحالها، ولكن للأسف، القادة في فلسطين لا يريدون المضي قدمًا، ولا يرغبون في مساعدة شعبهم. لا يمكن أن تقول لا دائمًا».