عدن: وصول المحافظ الجديد.. والشارع الجنوبي منقسم
المساء برس – خاص/ من المتوقع أن يصل عبدالعزيز المفلحي محافظ عدن الجديد إلى مطار عدن الدولي غداً صباحاً، بحسب ما أفادت به مصادر صحفية من المدينة.
وكان المحافظ المفلحي من المفترض أن يصل منتصف الأسبوع الفائت غير أن الاحتجاجات والرفض الشعبي لتعيينه بدلاً عن عيدروس الزبيدي حالت دون ذلك.
وكانت قد تحدثت أنباء عن وصول قوة عسكرية “كتيبة من القوات السعودية” لحماية المحافظ الجديد، لكن عدم وصول المحافظ أجل من إرسالها، ومن المحتمل أن تصل “الكتيبة السعودية” المكلفة بحماية المحافظ غداً بالتزامن مع وصول المفلحي.
ويعتبر الشارع الجنوبي إن لجوء السعودية لإرسال قوة عسكرية لحماية المحافظ و”فرضه بالقوة” حسب تعبيرهم، تجاوزاً لأبناء الجنوب وإرادتهم وخرقاً للسيادة الوطنية.
يأتي هذا بعد أن شهدت مدينة عدن الخميس الماضي تظاهرة حاشدة عبرت عن رفضها لقرارات الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي الأخيرة (عزل المحافظ السابق عيدروس الزبيدي والوزير هاني بن بريك وإحالته للتحقيق) وجرى فيها إعلان ما يسمى “إعلان عدن التاريخي” الذي قضى بتشكيل كيان سياسي وتفويض عيدروس الزبيدي تزعمّه للإعداد لجمع الأطراف الجنوبية والخروج برؤية نهائية لمستقبل المحافظات الجنوبية.
في السياق لا يزال الشارع الجنوبي برمته منقسماً بين مؤيد لإعلان عدن التاريخي ومعارض له، فالمعارضون رأوه غير معبر عن الإرادة الحقيقية لأبناء الجنوب، حسب تعبير سياسيين وناشطين حراكيين كتبوا في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلنت عدة فصائل في الحراك الجنوبي في أكثر من محافظة جنوبية رفضها لإعلان عدن التاريخي واعتبرته غير معبر عن الإرادة الشعبية كونه ترك المجال مفتوحاً أمام السلطة الشرعية.
وبشكل مفاجئ أعلن حزب الإصلاح في عدن موافقته على الإعلان وتأييده لمخرجات بيان المظاهرة الكبرى التي شهدتها المدينة، وأصدرت بياناً بهذا الشأن.
ولا يوجد حاضن سياسي لحزب الإصلاح في الكثير من المدن الجنوبية، وهو ما دفع العديد من النخب السياسية الجنوبية إلى اعتبار بيان حزب الإصلاح بعدن محاولة لإفشال مخرجات المظاهرة واختراقاً مسبقاً لعناصر الحزب في حال تم تشكيل الكيان السياسي الجامع، مستدلين بما جاء في إحدى فقرات البيان “ونؤيد الدعوة إلى تشكيل كيان سياسي جامع وحامل للقضية الجنوبية والذي ينبغي تشكيله من كل القوى والطيف السياسي الجنوبي. وعدم استثناء اي كيان سياسي جنوبي”.
وقال متابعون جنوبيون إن هناك نية مبيتة لحزب الإصلاح تهدف لإفشال مخرجات إعلان عدن وهو ما يؤكده بيان الإصلاح حين قال “ندعوا إلى أن يكون الكيان السياسي معبراً عن الإرادة الشعبية الجنوبية وليس معبراً عن آراء ومطالب النخب السياسية التي ستكون سبباً لإفشال هذا الكيان السياسي”.