روسيا تفاجئ الجميع وتحذر أمريكا وحلفائها شن أي هجوم على الحديدة
المساء برس – خاص/ فاجأ موقف نائب وزير الخارجية الروسي أمس الثلاثاء بشأن نوايا شن هجوم على الحديدة غرب اليمن جميع المشاركين والحاضرين في مؤتمر جنيف الذي عقدته الأمم المتحدة لجمع مساعدات مالية لإنقاذ الوضع الإنساني.
وحذر جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أمام المؤتمر من أي هجوم يستهدف مدينة الحديدة وميناءها في تغير واسع في الموقف الروسي تجاه الحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والإمارات بدعم مباشر من الولايات المتحدة ضد اليمن.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده لن تسمح بالهجوم على ميناء الحديدة من قبل التحالف والشرعية.
وقال جاتيلوف: “هناك شائعات مقلقة عن هجوم على الحديدة ثم تحرك نحو صنعاء. هذا أمر لا يمكننا السماح بوقوعه”.
ولا يتوقع مراقبون أن يؤدي الموقف الروسي الأخير تجاه الحرب على اليمن إلى تدخل مباشر في مواجهة التحالف المدعوم غربياً كما هو الحال في سوريا، غير أن لهجة الخارجية الروسية على لسان جاتيلوف تشير إلى أن عملية ضرب الحديدة بتدخل عسكري مباشر من قبل الولايات المتحدة أو من دون تدخل مباشر باتت مسألة ليست واردة خاصة مع تصاعد لهجة روسيا بأنها لن تسمح بأن يحدث هذا الأمر.
“الحرب المجنونة”
جاتيلوف الذي بدت على وجهه تعابير الغضب وصف ما يحدث في اليمن بالحرب المجنونة قائلاً: “إن أهم ما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي لليمن هو وقف الحرب المجنونة ووقف الحصار”، داعياً في الوقت ذاته لاستئناف محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة والتي توقفت منذ شهور.
وحذر نائب وزير الخارجية الروسي من تداعيات استمرار الحرب في اليمن، مشيراً إلى أن “في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب مستعرة في اليمن فإن الفائز الوحيد سيكون الدولة الإسلامية والقاعدة في جزيرة العرب وغيرهما من الإرهابيين والمتطرفين الذين وقعت تحت سيطرتهم مناطق كاملة”.
بالإضافة إلى تحذيرات جاتيلوف، حذر مسؤولون في الأمم المتحدة خلال انعقاد المؤتمر من أي عملية عسكرية تستهدف الحديدة، نظراً لخطورة الوضع ولما يمثله ميناء الحديدة الذي وصفه ديفيد بيسلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي بالشريان الرئيسي للحياة في اليمن” ومضيفا إن “أي تعطل لعمل الميناء سيعوق بشدة جهود تجنب مجاعة”.
وتقول الأمم المتحدة إن الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية أعاقت العمليات الإنسانية المتعلقة بإمدادات الغذاء والوقود. وقد أدى تدمير خمس رافعات بالغارات إلى إجبار عشرات السفن على الانتظار قبالة الشاطئ لعدم القدرة على إنزال حمولاتها.
وفي تصريح لوكالة رويترز قال ستيفن أوبراين منسق عمليات الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة “إنه لا يوجد في الميناء سوى رافعة واحدة تعمل لإنزال الشحنات بعد هجمات جوية سابقة”.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إن نحو 19 مليون شخص أي ثلثي السكان بحاجة إلى مساعدات عاجلة. وأضاف أن طفلا دون الخامسة يموت كل عشر دقائق بأسباب يمكن الوقاية منها.
وجدد جوتيريش الدعوة لإجراء محادثات سلام وحث جميع الأطراف على “تسهيل المرور السريع ودون عوائق للمساعدات جوا وبحرا وبرا”، وتابع بالقول إن “البنية التحتية كلها يجب أن تظل مفتوحة وعاملة”.