مأرب “العرادة” يأمر بصرف (35 ألف) بدلاً من راتبين والمقدشي يحاصر البنك
المساء برس – خاص/ حصلت “المساء برس” على تفاصيل جديدة بخصوص التوتر الحاصل بالقرب من فرع البنك المركزي بمدينة مأرب شمال شرق اليمن.
وأفادت مصادر خاصة من مأرب بأن محافظ المحافظة سلطان العرادة المعين من قبل الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي أمر أطقم عسكرية أمنية بالخروج لاحتواء الموقف أمام مقر البنك المركزي بعد أن رفض محتجون “مجندون” مغادرة المكان واستمرار المطالبة بصرف مرتباتهم.
وقالت المصادر إن قوات الأمن حاولت التعامل مع المحتجين بلطف تفادياً لتفجر الموقف عسكرياً وبسبب الضغوط النفسية والتوتر في صفوف قوات الجيش التابعة لرئيس الأركان اللواء محمد علي المقدشي.
كما أكدت المصادر أن الموقف تفجر بين العرادة والمقدشي بعد عرض الأول على المتظاهرين أمام البنك صرف مبلغ (35 ألف ريال) لكل جندي، في حين كانت قوات الجيش الموالية للتحالف في مأرب والجوف قد تلقت وعوداً قطعية بتسليمهم رواتب شهرين دفعة واحدة، وهو ما سبب سخطاً كبيراً في أوساط المحتجين الأمر الذي دفع المقدشي إلى التدخل ومطالبة العرادة بتسليم رواتب المجندين.
وكانت وسائل إعلامية قد نقلت مصادر محلية بمأرب قد أكدت “أن مسلحين تابعين للواء محمد علي المقدشي رئيس هيئة الأركان بقوات هادي، يحاصرون مقر فرع البنك المركزي وسط المدينة بعد مظاهرات احتجاجية على عدم صرف المرتبات لم تستجب لها قيادة المحافظة بقيادة المحافظ سلطان العرادة القيادي بحزب الإصلاح الإخواني”.
وأوضحت المصادر لـ”المراسل نت” أن محافظ مأرب رفض صرف المرتبات بحسب توجيهات المقدشي “غير أن العرادة رفض التوجيه بحجة أن السلطة المحلية والبنك المركزي في مأرب لا يتلقيان التوجيهات إلا إذا صدرت عن عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر. وأشارت المصادر أن العرادة أكد أنه لن يعتمد أي توجيهات أحادية حتى لو كانت من قبل هادي مالم تكن مقرونة بتوقيعه وتوقيع بن دغر”.
كما تشير المصادر إلى أن المقدشي أرسل أطقم عسكرية قامت بتطويق مقر البنك ومداخل الشوارع المؤدية إلأى منزلي مدير الأمن وقائد قوات الأمن الخاصة.
وكانت المساء برس قد نشرت تقريراً يوم أمس بتصاعدت حدة التوتر مؤخراً بين قيادات الألوية والوحدات العسكرية في مأرب وبين عبدالعزيز جباري نائب رئيس الوزراء في حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، من جهة، وبين عدد من المشائخ في مأرب والقادة العسكريين من جهة ثانية.
ووفقاً لما أفادت به مصادر من مأرب لـ”المساء برس” فإن حدة الخلافات بين الطرفين ازدادت بعد أن أشيع أن عبدالعزيز جباري أعلن بشكل غير رسمي نية الحكومة خصم 20% من رواتب الجنود في صفوف “قوات الشرعية الموالية للتحالف”.
وأكدت المصادر ذاتها أن قائد المنطقة الثالثة اجتمع الليلة قبل الماضية بقادة الألوية والوحدات العسكرية وأبلغهم “بأن جباري قال أنه سيتم خصم 20% من راتب كل جندي” ما أثار جدلاً واسعاً داخل الاجتماع الذي خرج برفض قرار جباري جملة وتفصيلاً.
وفي المقابل لم يصدر عن نائب رئيس الحكومة أي تعميم أو قرار رسمي بهذا الشأن حتى اللحظة، كما لم تعلق حكومة هادي على هذا الإجراء بالنفي أو التأكيد.
كما جاء في التقرير أن القادة العسكريين في المحافظة “يقومون بتأجيج أفراد الجيش ضد جباري ويبثون شائعات بوقوفه خلف عرقلة تسليم المرتبات”.
يذكر أن توترات العلاقة قد تصاعدت بين جباري ومحافظ مأرب المعين من قبل “هادي والمحسوب على حزب الإصلاح الشيخ سلطان العرادة من جهة وجباري وعدد من القادة العسكريين من جهة أخرى، قد دفعت بـ”جباري وهو الرجل الثاني في حكومة هادي” إلى الإفصاح لأحد الإعلاميين في مأرب بالقول “لسنا جود عند سلطان العرادة”، وفقاً لمعلومات مؤكدة حصلت عليها “المساء برس” في وقت سابق، ما دفع عدداً من الناشطين قبل يومين إلى الرد على جباري بالقول “ونحن لسنا كذلك جنود عندك يا جباري وعند ذمار”، في تطور خطير ينبئ بنشوب صراع مناطقي محتمل قد يغير خارطة التحالفات السياسية والمناطقية شمال اليمن.