عودة هادي وحكومته إلى عدن بين الرغبة السعودية والرفض الإماراتي
المساء برس / خاص
عودة التوتر بين القوات الموالية لـ هادي وقوات الحزام الامني الموالية للإمارات في عدن يشير الى ان أبوظبي تتجه نحو السيطرة الكاملة على المدينة بما تحتويه من ميناء استراتيجي وموقع حيوي فيما يحاول هادي الإستقواء بالمملكة السعودية التي وعلى ما يبدو لم تتمكن من إعادته الى العاصمة المؤقتة وتقديم الحماية الأمنية له ولحكومته سيما بعد الإشتباكات العنيفة التي شهدتها عدن خلال الاسابيع الماضية بين قوات الحماية الرئاسية وقوات الحزام الأمني وتدخل الطيران الحربي الاماراتي بقصف قوات هادي التي حاولت السيطرة على مطار عدن.
وتؤكد الأحداث الحالية ومستجدات الساحة وتطورات المشهد ان الإمارات تتجه بالفعل الى اقصاء السعودية من اي نفوذ لها في عدن وذلك بدعم اميركي واضح حيث بدت واشنطن من خلال تصريحات مسؤولين في الإدارة الامريكية أقرب الى ابوظبي منها الى الرياض فيما يتعلق بالمحافظات الجنوبية بل ذهبت الى ابعد من ذلك من خلال دعم الامارات في قيادة العمليات العسكرية بالساحل الغربي وتوبيخ السعودية على فشلها في الجبهات الحدودية بحسب مصادر سياسية.
سعت الإمارات لتوطيد نفوذها في عدن من خلال عدة وسائل ابرزها دعم الفصائل المسلحة الموالية لها وشراء ذمم جماعات سياسية اضافة الى دورها الامني والعسكري الذي امتد الى شبوة وحضرموت ويمتد اليوم الى المخا.
وتحدثت مصادر سياسية فيما يسمى “الشرعية” ان عدد من الوزراء في حكومة بن دغر تعرضوا لمضايقات خلال فترة تواجدهم في عدن منها ابلاغهم بأن القوات الامنية بالمدينة لن توفر لهم اي حماية أمنية الامر الذي دفع بهم الى العودة نحو الرياض مجدداً فيما لم توفر السلطات المحلية اي مقرات للمسؤولين الآخرين الذين ظلوا يتنقلون في فنادق المدينة.
وقد حاولت السعودية دفع هادي والمئات من المسؤولين المتواجدين لديها الى العودة الى عدن ضمن اجراءات التقشف الإقتصادية غير انها فشلت في ذلك فهادي عاد الى عدن لفترة محدودة والامر كذلك بالنسبة لحكومته رغم العروض السعودية والمقترحات بتخصيص عائدات نفط مارب وحضرموت لهادي وحكومته وكذلك طباعة 400مليار ريال في روسيا.
وامام الدور الإماراتي الذي يصفه الكثير بالمشبوه سيما مع بروز الأطماع الإقتصادية في السيطرة على الموانئ والسواحل والجزر ومضيق باب المندب يجد هادي نفسه وكذلك حكومته امام خيارات صعبة ابرزها ان الخضوع للإمارات سيكفل له حق العودة الى عدن بل والحماية ايضاً وكذلك الامر لحكومته التي ما إن عادت الى عدن حتى غادرتها مجدداً.
السعودية ايضاً اتجهت نحو إشعال جبهات الشمال من خلال المشائخ وتعمل على غض الطرف على كل ما يحدث في عدن تاركةً الأمر للإمارات سواءً عن رضى مسبق او دون ذلك فرغم الخلافات بين الدولتين إلا ان مستوى القرب والتبعية لواشنطن هما من يحددان نطاق نفوذ هذه الدولة او تلك وعلى ما يبدو ان الإمارات تكسب الرهان فيما الخاسر الأكبر الشعب اليمني الذي يجد نفسه امام تباينات وخلافات دول اقليمية تشن حرب شرسة عليه منذ اكثر من عامين وكذلك امام اطراف محلية لم يعد لها اي سلطة او قرار فيما بقية القوى تحاول الوقوف بكل جد امام الغزو والإحتلال على ركام من الصراعات التي يبدو حلها صعباً إن لم يكن مستحيل على الأقل خلال الفترة الحالية.