تفاصيل حصرية تكشف خفايا النشاط الأمريكي في اليمن حالياً

متابعات خاصة – المساء برس|

تشتغل الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن في المرحلة الحالية على تقوية مواقع نفوذها، عبر سلسلة إجراءات عسكرية وسياسية بغطاء وعناوين تنموية.

وفي تقرير للأخبار اللبنانية، سلطت فيه الصحيفة المشهورة بدرجة كبيرة في أوروبا، الضوء على استراتيجية أمريكا خلال الفترة الحالية بشأن اليمن.

حيث لفتت الى أن واشنطن تسعى لتهدئة الوضع في اليمن خوفاً من أي تصعيد قد يهدد امدادات الطاقة من السعودية، وفيما كانت قبل ذلك تستخدم هي الملفات الإنسانية ورقة ضغط ضد صنعاء، صارت واشنطن بعد التغيرات الدولية الكبيرة في أوروبا، هي من تدفع وتضغط على السعودية للقبول بمطالب صنعاء الإنسانية، ولهذا فمن غير المستبعد أن تعمل واشنطن على الاستجابة للمزيد من المطالب الإنسانية التي ترفعها صنعاء كشرط لأي هدنة عسكرية، وذلك يُتوقع أن نشهد خطوات جديدة في ملف رفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة وربما دفع رواتب موظفي الدولة في كافة المحافظات.

يقول التقرير إن وجهة النظر الأمريكي تقوم على أن خروج اليمن من دائرة نفوذها يهدد أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، خاصة الملاحة البحرية والنفوذ في الممرات البحرية التجارية والمقصود هنا تحديداً باب المندب الذي يعتبر المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، والذي توليه واشنطن أهمية فائقة ونفوذها فيه من أكبر أهدافها في الإقليم سعياً لمنع أي قوة دولية منافسة كالصين وروسيا أو إقليمية خصمة لها كإيران من تثبيت موطئ قدم لها في هذا الممر، إضافة لضمان أمن إسرائيل عبر هذا النفوذ والتكفل بتدفق الغاز والنفط منه، وفي هذا الإطار، أعلن قائد الأسطور الأمريكي الخامس، تشارلز برادفورد كوبر، في مقابلة صحفية قبل أيام، أن بلاده ستزيد من تركيزها على ضمان الأمن البحري، واستقرار الملاحة في البحر الأحمر عبر باب المندب وخليج عدن.

كوبر اشار إلى أن بلاده أنشأت “قوة الواجب المشتركة” والتي تعد الأولى المعنية بالمنطقة، من أجل الغرض السابق، كاشفاً أن قواته تستعد أيضاً لنشر أحدث أسطول طائرات من دون طيار هناك، بحلول صيف 2023 لـ”ضمان الأمن البحري الإقليمي” ورصد أي “نشاط مزعزع لاستقرار المنطقة، ولا سيما في الممرات المائية الحيوية، وسرعة الاستجابة لردع هذه الأنشطة”.

الأسطول الأمريكي الخامس في البحرية الأمريكية كان قد أعلن مع أول شهر للهدنة في أبريل الماضي تشكيل فرقة باسم (فرقة العمل المشتركة البحرية 153)، سيكون مسرح عملياتها البحر الأحمر، بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين، وعلى إثر ذلك جرى الحديث عن الإجراء المشار إليه بوصفه خطوة أمريكية أحادية الجانب، لا تنفصل عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وتستهدف في الوقت ذاته إيران “من خلال التضييق على أذرعها العنيفة في المنطقة” حسب زعم واشنطن، والتي قال قائد فرقتها المشار إليها سابقاً أنها تستهدف على نحو مباشر التهديدات البحرية التي تثيرها “أنصار الله” جنوبي البحر الأحمر.

ويضيف التقرير: يبدو أن خطّة الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها في اليمن، تشمل أيضاً «برامج دعم» لـ«المجلس الرئاسي» – الذي تعصف الخلافات بين مكوّناته – بما لا يقلّ عن مليار دولار تحت ذريعة «المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني». كما تتضمّن الخطّة، بحسب السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، دعم قوات خفر السواحل وحرس الحدود التابعَين للحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، في إطار ما سمّاه «الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب»، إضافة إلى الدعم المُقدَّم عبر «وكالة التنمية الأميركية»، خصوصاً في مجال بناء القدرات المؤسَّسية للبنك المركزي ووزارة المالية، فضلاً عن قطاعات الصحّة والتعليم والمياه والصرف الصحّي. كذلك، وافقت الإدارة الأميركية على استئناف برامج التبادل الثقافي مع اليمن، وعلى رأسها «برنامج الزائر الدولي» المتوقّف منذ سبع سنوات. وتأتي محاولة الولايات المتحدة البحث عن أطر للحضور المباشر نيابة عن حلفائها المهزومين في اليمن، بعدما وصلت الحرب التي أمدّتها بمختلف أنواع الدعم، مُشكِّلةً رافعة للتحالف السعودي – الإماراتي فيها، وعاملاً رئيساً في إطالة أمدها، إلى طريق مسدود. ويكاد ما تقوم به واشنطن اليوم يماثل ما فعلته تحت ذريعة «مكافحة الإرهاب» منذ عام 2000، حيث اتّخذت من هذا الملفّ غطاءً لتدخّلاتها المباشرة، مهشِّمة الحدود الفاصلة ما بين عمل السفير وما بين عمل المندوب السامي، وجاعلة من الحكومة اليمنية كياناً تابعاً بالمطلق لها.

قد يعجبك ايضا