مأرب.. تطورات خطيرة وسيناريو غير متوقع للإصلاح والعرادة وتسريبات لقاء سرّي جمع بحيبح بالزبيدي

تقرير خاص – المساء برس|

بعد اقتراب الانتقالي من الانتهاء من بسط سيطرته الكاملة على محافظتي أبين وشبوة، وبالتزامن مع بدء التحرك تدريجياً في وادي حضرموت، يبدو أن الانتقالي يسارع الخطى نحو مأرب أكثر من حليفه طارق صالح الذي وعدته أبوظبي بأن تكون من نصيبه إلى جانب تعز، بعد طرد الإصلاح مما تبقى له من مناطق يسيطر عليها وهي المناطق الأكثر أهمية.

مؤخراَ كشفت تسريبات عن لقاء تم سراً بين القيادي العسكري في قوات المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب، مفرح بحيبح، ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، لقاء غير متوقع بين شخصين لا يوجد ما يربطهما ببعضهما البعض، لكنها مفارقة ليست غريبة بالنظر لكون الشخصيتين ينتميان للتيار اليساري فالزبيدي اشتراكي وبحيبح ناصري وهو اشتراكي سابق.

ما يهم في الأمر ما دار في اللقاء السري بين الجانبين، حيث تفيد التسريبات اتفاق الزبيدي مع بحيبح على استلام الأخير قيادة القوات في مأرب على أن يتكفل الزبيدي بتقديم الدعم اللازم، ولعل المرجح في هذه الخطوة هو رغبة الزبيدي السيطرة على إيرادات محافظة مأرب بعد أن عينه العليمي مسؤولاً عن كافة إيرادات المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، خصوصاً مع رفض سلطان العرادة محافظ مأرب وعضو مجلس الرئاسة توريد عائدات مأرب إلى الزبيدي، وهو ما يرجح معه أيضاً أن يدفع الزبيدي بعد تمكين بحيبح من السيطرة على القوات بالضغط لتعيينه أيضاً محافظاً لمأرب بدلاً عن العرادة في حال استمر الأخير بتمرده.

دخول الزبيدي على الخط في مأرب يكشف أمراً أكثر خطورة، وهو حجم الخلاف بين الزبيدي وطارق صالح والذي يفترض أن يكون هو وريث الإصلاح في ما تبقى من محافظة مأرب حسب السيناريو المعد مسبقاً من قبل السعودية والإمارات.

وحتى اللحظة لم يصدر موقف من العرادة لمعرفة كيفية تعاطيه مع هذه التطورات، غير أن وسائل إعلام محلية نقلت عن مصدر مقرب منه – لم تكشف هويته – قوله أن لقاء الزبيدي وبحيبح محاولة لإعادة إحياء تحالفات الاشتراكيين السابقة، وقالت إن المصدر المقرب من العرادة قال إن هذه التحركات سيتم إفشالها.

وخلال السنوات الماضية ظل الإصلاح متشبثاً بمأرب مع إبقائها رهناً للسيطرة السعودية والإماراتية، رافضاً عروض صنعاء المغرية سابقاً والتي ضمنت للإصلاح البقاء في مأرب وقيادتها أيضاً لكن مع إخراجها من مناطق سيطرة التحالف وضمها لمناطق سيطرة صنعاء وضمان بقاء مصالح الإصلاح وتوزيع الثروات بشكل عادل بين المحافظات اليمنية وتنفيذ بعض النقاط الأخرى كفتح الطرقات وتشغيل الكهرباء الغازية لتغذية صنعاء التي قطعها التحالف منذ بداية الحرب كعقاب جماعي ضد اليمنيين بسبب مناهضتهم للتحالف.

ومع التطورات الأخيرة يبدو أن الإصلاح سيخرج من مأرب رغماً عن أنفه ومن دون الاحتفاظ بأي مكاسب لا عسكرية ولا سياسية ولا مادية على عكس ما كان سيحققه من مصالح لو كان فضّل تحكيم العقل والجلوس بعيداً عن التحالف للاتفاق مع صنعاء.

فالمعطيات الأخيرة تؤكد خروج الإصلاح من مأرب خالي الوفاض، فالحريق الغامض الذي شب فجأة في مقر الإصلاح بالمدينة قد لا يكون صدفة والهدف منه إتلاف الوثائق التي قد تدينه خاصة وهو الذي ظل متربعاً على عرش إيرادات الثروة النفطية والغازية بمأرب طوال السنوات الماضية، حسب ما يقول الخبير السعودي محمد بن فيصل في تعليقه على حريق مقر الحزب بمأرب، إضافة إلى التصريح الغريب لرئيس الإصلاح بالمحافظة مبخوت بن عبود الشريف، والذي بدا فيه وكأنه يغازل المؤتمر من الآن قبيل اقتحامه مأرب والسيطرة عليها كما هو مخطط له، حيث قال الشريف إنه سيقاطع الإصلاح إذا لم يتحالف مع المؤتمر (يقصد مؤتمر الإمارات)، هذه المعطيات لا تدل إلا على استعداد الحزب الخروج من مأرب والاستسلام لرغبة التحالف رغم كل ما قدمه من تضحيات من دماء عناصره وكوادره ودماء أبناء قبائل مأرب خلال كل المعارك والمواجهات التي استمرت ولم تتوقف يوماً من بداية الحرب وحتى اليوم والتي وبسبب حجم الخسائر البشرية بصفوف الإصلاح فيها أطلقت عليها صنعاء منذ السنة الثانية للحرب بمعارك الاستنزاف والنفس الطويل.

قد يعجبك ايضا