الإصلاح يشن هجوماً ضد الرئاسي بسبب الاحتلال الأمريكي العسكري لحضرموت
خاص – المساء برس|
في تعاطي براغماتي، لطالما عُرف به حزب الإصلاح مع التطورات والأحداث، حاول الحزب المطرود من رحمة التحالف السعودي الإماراتي، إثارة الظهور العسكري الأمريكي في محافظة حضرموت ليس بهدف الحميّة واستنكار استباحة القوات الأمريكية للسيادة اليمنية على واحدة من أكبر محافظاتها بل للنكاية السياسة بما يسمى “المجلس القيادي الرئاسي” الذي ينفذ اليوم توجيهات التحالف ويشرعن له اجتثاث الإصلاح من الخارطة العسكرية والسياسية في المناطق الجنوبية والشرقية.
وعلق ناشطوا حزب الإصلاح (أول حزب يمني يؤيد الحرب التي يشنها التحالف العسكري السعودي ضد اليمن وأكبر مكون سياسي يمني قاتل مع التحالف طوال السنوات الماضية) على التحركات العسكرية الأمريكية في ساحل حضرموت ومنها قيام مجموعة من الضباط من المتواجدين في مطار الريان الذي حوّلته الإمارات لقاعدة عسكرية مغلقة منذ منتصف العام 2016، باللقاء بمسؤولين محللين عسكريين وأمنيين ومدنيين في أكثر من منطقة بساحل حضرموت، حيث كان لافتاً في هذه اللقاءات ارتداء الضباط الأمريكان الزي العسكري الأمريكي ما يجعل من اللقاء خرقاً فاضحاً للسيادة اليمنية، ويؤكد حقيقة أن من يحكم المناطق الشرقية لليمن هي الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر.
وتلت هذه اللقاءات انتشار صور بمواقع التواصل الاجتماعي للضباط الأمريكان بالزي العسكري وهم يلتقطون صور السيلفي مع مجموعة من النساء في حضرموت، ما أثار سخط الشارع اليمني عموماً وأعاد التذكير بتحذيرات قيادات سلطة صنعاء وقيادات أنصار الله وزعيمها عبدالملك الحوثي بشأن حقيقة أن من يدير الحرب على اليمن هي الولايات المتحدة وأن بعض المناطق في اليمن تتواجد فيها قوات عسكرية أمريكية بصورة احتلالية واضحة.
ناشطوا الإصلاح، استغلوا التطورات الأخيرة في حضرموت وذهبو لالتقاط جزئية لقاء الضباط الأمريكان بقيادات مدنية وعسكرية بمديرية بروم ميفع لشن هجوم ضد المجلس الرئاسي الذي يرأسه رشاد العليمي، متجاهلين السيلفي للضباط الأمريكان مع نساء من حضرموت وهي الصورة التي عكست الحال وحجم الانتهاك الأجنبي للحرمات والأعراض والأعراف اليمنية الذي وصلت إليه المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف الذي كان الإصلاح أول مقاتل معه وأول مؤيد ومصفق له.
ومن هؤلاء الناشطين، الإعلامي ومدير قناة بلقيس التابعة للإصلاح والتي تعمل من تركيا، أحمد الزرقة، والذي غرد على حسابه بتويتر متسائلاً عن موقف الحكومة التابعة للتحالف من تلك التحركات وعن أسباب تواجد الوفد العسكري الأمريكي بحضرموت، وقال إن ما يحدث بحضرموت “شيء مثير للاستغراب وكأن البلاد بلا صاحب وكل طرف يقتطع لنفسه حصة منها”.
اللافت أن الإصلاح لم يثر هذه القضايا التي لطالما حذرت منها صنعاء منذ بداية الحرب وما قبلها، إلا في هذا التوقيت الذي يتعرض فيه الحزب للضرب من كل الجهات من قبل التحالف، فعلى الرغم من أن القاصي والداني في اليمن وحضرموت تحديداً يعلمون بوجود قوات عسكرية أمريكية منذ أواخر العام 2016 تسيطر على مطار الريان الذي منع التحالف على اليمنيين استخدامه بل ويمنع وصول أي مسؤول يمني موالي له من الوصول إلى المطار الذي تحول لقاعدة عسكرية، إلا أن الإصلاح بناشطيه ووسائل إعلامه وصحفييه لم جرؤوا يوماً على طرق مثل هذه المواضيع التي تُدينهم وتكشف حقيقة التحالف الذي يقاتلون من أجله ضد شعبهم وبلدهم.