ما وراء الظهور العسكري الأمريكي علناً في حضرموت (تفاصيل خاصة وحصرية)
خاص – المساء برس|
بشكل واضح أصبح الأمريكيون يتحركون بكل أريحية في حضرموت والمهرة، ويظهرون أنفسهم بأنهم المتحكمون بكل شيء بما في ذلك توجيه مسؤولي السلطة المحلية مدنيين وعسكريين بما يفعلوا وما لا يفعلوه، كما حدث اليوم في مديرية بروم ميفع، من خلال اجتماع ضباط أمريكيين يرتدون البزات العسكرية خرجوا من القاعدة التي يقيمون فيها داخل مطار الريان المُحتل منذ العام 2016 بقيادات عسكرية وأمنية ومدنية في مديرية بروم، في تجاوز واضح لسلطة المحافظ والقيادي المؤتمري الذي عينه التحالف السعودي الإماراتي وتجاوز أيضاً لما يسمى المجلس الرئاسي.
الوجود العسكري الأمريكي في جنوب اليمن ظل لفترة طويلة سرياً وغير معلن، وتدريجياً بدأ الكشف عن هذا الوجود بتصريحات رسمية من قيادات ومسؤولين أمريكيين بما فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب، بل إن التصريحات الأمريكية والاعترافات الرسمية وصلت حد الاعتراف بمشاركة القوات الأمريكية بعمليات وصفتها بـ”المحدودة” في الحرب على اليمن وتنفيذ عمليات عسكرية مباشرة ضد قوات صنعاء.
وتُظهر الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي للاجتماع الذي حدث بين الضباط الأمريكيين ومدير عام مديرية بروم ميفع ومدير الأمن وقائد عسكري يمني آخر، كيف أن الولايات المتحدة تبدو هي المتحكمة بتفاصيل ما يحدث في محافظة حضرموت، وكيف أن هذه القوات المتحكمة فعلياً بإدارة المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة التحالف أصبحت لا تجد حرجاً في إظهار هذا الدور حتى أمام الإعلام والرأي العام اليمني تدريجياً لترويض الشارع الجنوبي ودفعه لتقبل فكرة أن يبقى محكوماً من القاعدة العسكرية الأمريكية غير المعترف بها الموجود مقرها الرئيسي في حضرموت.
في هذا السياق كشفت مصادر مطلعة أن الظهور العسكري الأمريكي بمديرية ميفع على علاقة بمسألة بقاء المديرية مرتعاً خصباً للقاعدة وداعش التنظيمين الإرهابيين المنتشرة عناصرهما في جبال ووديان وشواطئ المديرية، مشيرة إن القوات الأمريكية تتخذ من تنظيمي القاعدة وداعش مبرراً لفرض وجودها العسكري في أي منطقة في العالم بما في ذلك اليمن أيضاً.
وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة تعمل بسرعة على تفكيك المحافظات الجنوبية وتدشين سيناريو الفوضى المفتعلة والمنتظمة بإدارة من التحالف بقطبيه السعودية والإمارات، مشيرة إلى أن تنظيمي القاعدة وداعش في حضرموت سيكون لهما دور في المرحلة المقبلة في الفوضى والسيطرة على المحافظات الجنوبية أو أجزاء منها بالتزامن مع استمرار إدارة الاقتتال والصراع داخل الفصائل المحلية التابعة للتحالف بقطبيه.
إلى ذلك قال مصدر مسؤول سابق في وزارة النفط والمعادن بالحكومة الموالية للتحالف، بأن المناطق الشرقية لليمن تحولت إلى بؤر صراعات ساخنة ومواجهات عسكرية، والهدف هو مثلث النفط والغاز.
وقال المسؤول الذي اشترط إخفاء هويته، بأن هذه الصراعات ستدور رحاها من وقت إلى آخر في المثلث الجغرافي النفطي الذي يشمل محافظات شبوة ومأرب وحضرموت، في مغزى واضح يدل على طابع هذا الصراع الذي يرتكز في الهيمنة على حقول النفط والغاز، وما تمثله هذه المناطق من مواقع استراتيجية يستند إليها الاقتصاد اليمني.