التحالف يتخذ من سياسة التجويع ضد قوات الانتقالي سلاحاً لفرض إملاءاته
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
كشفت أزمة قطع رواتب منتسبي قوات المجلس الانتقالي الجنوبي التابعة لما يسمى ألوية الدعم والإسناد عن أن التحالف السعودي الإماراتي لجأ لاستخدام سياسة التجويع والإفقار لفرض إملاءاته على أبناء الجنوب.
اللافت أن هذه السياسة أصبحت تستخدم ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ذاتها التي ظلت من بداية تشكيلها أداة بيد التحالف ضد القوى العسكرية الأخرى التي كانت تتصادم في بعض الأحيان مع توجهات التحالف السعودي وأدواته المحلية.
الاحتجاجات الأخيرة التي خرج فيها منتسبو اللواء الأول دعم وإسناد التابع للانتقالي، كسرت حاجز الصمت الذي ظل يخيم على قوات الانتقالي تجاه سياسات التحالف السعودي التي تستخدم لإركاع المجلس وتطويعه لتنفيذ ما يُملى عليه حتى وإن كان في ذلك ضرباً للمجلس الذي منّته السعودية والإمارات بالانفصال وقيادة دولة جنوبية مستقلة ليتبين لاحقاً أن المجلس وقواته كانوا مجرد حصان طروادة لإعادة التحالف تحالف نظام 7/7 إلى السلطة من جديد على الأقل في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرته.
بدأت قوات الانتقالي تستشعر أنها وقعت ضحية خديعة التحالف، الذي استغل حاجة منتسبيها للمال في ظل عدم وجود فرص عمل ما دفعهم للانضمام للقتال بصفوف التحالف تحت مسميات عدة منها ما هو تحت قيادة الانتقالي وما هو تحت قيادة أطراف أخرى وجميعها موالية ومدعومة من التحالف، لكن حين تعارضت مصالح التحالف مع مصالح الانتقالي الجنوبي بدأت الرياض وأبوظبي استخدام ورقة التجويع والإفقار وقطع المرتبات عن مقاتلي الانتقالي للضغط على الأخير ودفعه للقبول بما يمليه صاحب القرار الفعلي.
استشعار المنتسبين للأمن التابعين للانتقالي بعدن للخديعة التي وقعوا فيها، دفعهم للخروج بتظاهرات لم يترددوا فيها بإطلاق هتافات وشعارات تعلن بصريح العبارة بأن الجنوب يخضع للاحتلال السعودي والإماراتي، وبرزت في تلك التظاهرات والاحتجاجات حالة السخط العارمة من قبل مقاتلي الانتقالي والذين ترجموا هذا السخط بالمطالبة علناً برحيل التحالف من الجنوب ومن عدن.
ومثلما تم استخدام الانتقالي أداة لضرب الأدوات القديمة التي استخدمها التحالف في حربه على اليمن طوال السنوات الماضية، متخذاً من عبدربه منصور هادي غطاء لسياسته، يعود اليوم التحالف لاستخدام ما يسمى المجلس القيادي الرئاسي كغطاء لتنفيذ سياسة تجويعه التي يستخدمها اليوم ضد قوات الانتقالي للضغط على الأخير وإجباره على القبول بكل إملاءات الرياض وأبوظبي والأدوات الجديدة التابعة لهما.