في تهديد للسيادة الأمنية.. الرئاسي يطلب من الأمريكيين تدريب منتسبي الداخلية وتطوير الجهاز الأمني
عدن – المساء برس|
منذ تشكيل السعودية لما يعرف بـ”مجلس القيادة الرئاسي” والذي تم تعيين رشاد العليمي رئيساً له بعضوية مجموعة من قيادات الفصائل المسلحة التابعة للتحالف جنوب وشرق وغرب اليمن، بدأت واشنطن بتكثيف الخطاب الإعلامي بشأن جهودها في مكافحة الإرهاب في اليمن وبشأن خطورة التنظيمات الإرهابية، مع وجود مبالغة كبيرة في تضخيم هذا الملف ومنحه حجماً أكبر من حجمه، خصوصاً وأن التنظيمات الإرهابية في الجنوب اليمن تعمل بالريموت كنترول من قبل أطراف إقليمية ودولية على رأسها السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
وبذريعة مكافحة الإرهاب في جنوب اليمن، تكثف واشنطن حضورها العسكري والأمني بمباركة وتأييد من قبل حكومة العليمي التي تم اختيار رموزها بناءً على ولائهم وتبعيتهم فيما يبدو لمشروع واشنطن الذي يهدف لوضع أقدام عسكرية جنوب اليمن بإنشاء قواعد عسكرية بدأ العمل عليها بالفعل في الجنوب بشكل غير معلن رسمياً إلا ما خرج من تسريبات عبر الإعلام الأمريكي نفسه عززتها تصريحات مقتضبة بين الحين والآخر لمسؤولين امريكيين بصحة وجود قوات عسكرية لهم في اليمن لنفس الأسباب السابقة، فيما الحقيقة هي ان الهدف الأمريكي من التواجد العسكري جنوب اليمن هو تحويل هذه المنطقة لبؤرة صراع وتهديد للمصالح الصينية الاقتصادية.
واليوم الإثنين كان الملحق الأمني بسفارة واشنطن لدى اليمن، دايفيد شات، قد بحث مع فائز غلاب، المفتش العام بوزارة الداخلية بحكومة التحالف، التعاون الأمني بين البلدين، كما استعرض غلاب جهود الداخلية في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والأسلحة وسبل دعم الأجهزة الأمنية بالتدريب والتأهيل لمنتسبيها، وهو ما يعني فتح المجال أمام واشنطن للتحكم كلياً بالأجهزة الأمنية اليمنية بمناطق سيطرة التحالف وهو ما يمثل تهديداً للأمن القومي اليمني والأمن الداخلي والذي يتم حالياً منحه للأمريكان للتحكم فيه واختراقه وتشكيله كيفما تريده واشنطن وكيفما يصب في مصالحها غير المشروعة في اليمن والمنطقة.
ورغم أن التنظيمات الإرهابية جنوب اليمن على رأسها (القاعدة وداعش) ظلت تعمل من بداية الحرب التي شنها التحالف السعودي على اليمن، ضمن معسكر التحالف وتقاتل إلى جانبه ضد قوات صنعاء، ورغم عثور قوات صنعاء على مخازن بأكملها من الأسلحة التي تحمل شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في معسكرات التنظيم الارهابي في المديريات الجنوبية الشرقية لمحافظة البيضاء التي استعادت قوات صنعاء السيطرة عليها في العام 2020، إلا أن ما يتضح من الخطاب الأمريكي الرسمي والإعلامي هو أن التنظيمات الإرهابية ذاتها التي تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالسلاح لمقاتلة قوات صنعاء هي ذاتها المبرر الذي تستخدمه واشنطن لفرض وجود عسكري دائم في المناطق الشرقية لليمن، وهي بذلك تهدف لإنشاء قواعد عسكرية جنوب شرق اليمن تكون منطلقاً لمحاصرة الصين اقتصادياً وتضييق الخناق عليها وخلق تهديد أمني وعسكري لها من داخل اليمن والبحر العربي والمحيط الهندي.
وذلك يعني حسب مراقبين تحويل واشنطن بموافقة مجلس العليمي وحكومته لجنوب اليمن إلى بؤرة صراع وساحة حرب بين المعسكرين العالميين الشرقي والغربي.