العليمي يستنجد بفرنسا لعرقلة تمديد الهدنة بعد التزامات واشنطن ولندن بالمرتبات
خاص – المساء برس|
وصف مراقبون لقاء وزير الخارجية بحكومة التحالف، احمد بن مبارك، بالسفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صافا، بأنه محاولة من المجلس الرئاسي الذي شكلته السعودية برئاسة رشاد العليمي كبديل عن سلطة هادي ومحسن الأحمر اللذين أطيح بهما أوائل أبريل الماضي، لعرقلة تمديد الهدنة للمرة الثانية بعد أن التزمت كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا بإلزام التحالف تسديد مرتبات الموظفين من إيرادات جميع الموارد التابعة لكلا الطرفين في اليمن (حكومة صنعاء وحكومة التحالف)، وهروباً مبكراً لسلطة التحالف من هذا الالتزام والاستحقاق الإنساني الذي أقحمه التحالف السعودي في الحرب.
وتناولت وسائل إعلام حزب الإصلاح خبر اللقاء بين بن مبارك وصافا تحت عنوان أن حكومة التحالف تجدد تمسكها بفتح طرق تعز الرئيسية قبل الانتقال إلى ملفات أخرى، في محاولة مبكرة – حسب المراقبين – للهروب مما تم الاتفاق عليه في لقاء الخماسية (عمان والسعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا) والذي خرج ببيان أعلن فيه دفع مرتبات موظفي الدولة عبر إيرادات جميع الأطراف وذلك نظراً لعدم كفاية إيرادات ميناء الحديدة التي تطالب حكومة التحالف تسديد مرتبات موظفي الدولة منها رغم فرض التحالف حصاراً على الميناء في الوقت الذي تذهب فيه إيرادات مبيعات حكومة التحالف من النفط الخام من حقول شبوة ومأرب وحضرموت إلى حسابات خاصة بالبنك الأهلي السعودي وتخضع لتصرف وتحكم الجانب السعودي منذ استئناف حكومة التحالف تصدير النفط الخام ونهب عائداته منذ العام 2016.
وكانت وكالة سبأ التابعة لحكومة التحالف والتي تعمل من الرياض، قد نقلت عن بن مبارك قوله إنه “يجب إلزام الحوثيين فتح الطرق الرئيسية لمدينة تعز والمحافظات الأخرى قبل الانتقال إلى أي ملفات أخرى”، في الوقت الذي فتحت فيه صنعاء طريقاً رئيسياً في تعز يختصر المسافة التي يقطعها المسافرون بموجب مبادرة أعلنتها صنعاء من جانب واحد بعد أن وصلت مباحثات وفدها مع وفد حكومة التحالف لطريق مسدود بعد رفض الأخيرة الموافقة على تنفيذ إجراءات وترتيبات أمنية وعسكرية من قبل الجانبين لفتح طريق الحوبان التي يصر طرف حكومة التحالف على فتحها من دون رفع المواقع العسكرية التابعة له ويرفض في الوقت ذاته أيضاً فتح طرق أخرى في تعز تعد بمثابة البديل المناسب لحل هذه الإشكالية، وهو ما دفع صنعاء لفتح طريق مختصرة من طرفها في حين لا يزال الطرف الآخر يرفض فتح الطريق من جانبه بحجة أن هذه الطريق ليست طريقاً رئيسية على الرغم من أنها تختصر المسافة بنفس القدر الذي تختصره طريق الحوبان تعز.
فرنسا أكدت في بيان مقتضب باسم سفارتها في اليمن على دعوتها لجميع الأطراف للتعاون مع المبعوث الأممي لتجديد الهدنة، لكن البيان المقتضب حاول مجاملة حكومة العليمي ومسايرة ما طرحه وزير خارجيتها بشأن الطريق في تعز، إضافة إلى تأكيد دعم فرنسا للعليمي وحكومته، وهو ما اعتبره مراقبون بأنه مجاملة غرضها عودة شركة توتال الفرنسية لشراء الغاز المسال من بلحاف بموجب الأسعار السابقة التي ظلت حكومة علي عبدالله صالح تبيع بها الغاز اليمني للخارج بسعر 3 دولار للمليون وحدة حرارية فيما وصل سعر المليون وحدة حرارية من الغاز المسال اليوم بحسب السعر العالمي إلى أكثر من 45 دولار.
الواضح من تحركات حكومة التحالف أنها تحاول الهروب من استحقاقات دفع المرتبات من إيرادات جميع الأطراف والتي صدر بشأنها بيانان من اجتماع اللجنة الخماسية بشأن اليمن ومن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، وهو الأمر الذي كانت قد ضغطت صنعاء بشأنه ولوحت برفض تمديد الهدنة مالم يتم توسيع بنودها لتشمل ملفات إنسانية واقتصادية أكثر تحقق خطوات متقدمة نحو السلام الشامل والدائم في اليمن وانهاء الحرب نهائياً ورفع الحصار الكامل المفروض من قبل التحالف.