رويترز: تصاعد الصراع السعودي الإماراتي قد ينعكس على ملفات اقتصادية حساسة
متابعات _ المساء برس|
فيما تتزايد المؤشرات على توتر غير مسبوق بين حليفين إقليميين بارزين، بدأت تداعيات الخلاف السعودي-الإماراتي في اليمن تتجاوز الساحة العسكرية لتلقي بظلالها على استقرار الخليج والملفات الاقتصادية الحساسة.
وأفادت وكالة رويترز بأن تصاعد الصراع بين السعودية والإمارات في اليمن قد ينعكس سلباً على منطقة الخليج، وقد يؤثر على مستوى التوافق داخل تحالف أوبك+ بشأن قرارات إنتاج النفط.
وذكرت الوكالة في تقرير لها أن التطورات الأخيرة للصراع شملت قيام السعودية بقصف شحنات عسكرية إماراتية في ميناء المكلا، إضافة إلى منح أبوظبي مهلة 24 ساعة لسحب قواتها من اليمن، وهو ما أعلنت الإمارات التزامها به.
وبحسب رويترز، فإن أي تصعيد إضافي في الخلاف بين الرياض وأبوظبي “ينذر بعواقب غير محمودة على منطقة الخليج ذات الثقل المالي الكبير، والتي طالما قدمت نفسها كواحة استقرار في منطقة شرق أوسط مضطربة”.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا التوتر قد يعرقل التوصل إلى توافق حول سياسات إنتاج النفط، في وقت يستعد فيه الطرفان لعقد اجتماع افتراضي مع بقية أعضاء تحالف أوبك+ يوم الأحد.
ونقلت رويترز عن مصدر خليجي قوله إن محادثات رفيعة المستوى، شملت اتصالات هاتفية، جرت بين السعودية والإمارات خلال شهر ديسمبر، لكنها لم تفضِ حتى الآن إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.
من جانبه، قال الباحث في مركز “تشاتام هاوس” نيل كويليام إن العلاقات بين البلدين “لم تكن سهلة في أي وقت، إلا أن مستوى الاحتكاك الحالي يبدو في ذروته”.
وأضاف أن الطرفين دأبا على التقليل من شأن التوتر، معتبرين التنافس بين الدول أمراً طبيعياً، غير أن حدة هذا التنافس تصاعدت بشكل واضح خلال العام الماضي وظهرت في أكثر من ساحة.
كما نقلت الوكالة عن الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله قوله إن الخلافات بين البلدين حول اليمن “كاملة بنسبة 100%”، مشيراً إلى أن حدتها ازدادت مع التصعيد الأخير.
وعلى الصعيد الاقتصادي، سجلت أسواق المال الخليجية تراجعاً ملحوظاً عقب الغارة السعودية على ميناء المكلا، حيث انخفض مؤشر دبي الرئيسي بنسبة 2%، فيما تراجع مؤشرا أبوظبي والسعودية بنسبة 1% لكل منهما، في إشارة إلى قلق المستثمرين من بلوغ الخلاف بين الرياض وأبوظبي مستوى غير مسبوق.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية أن استمرار الصراع بين السعودية والإمارات من شأنه رفع مستوى المخاطر الاقتصادية في منطقة الخليج.