بن بريك يعلن انتهاء شرعية العليمي ويؤكد اقتراب إعلان دولة الجنوب وسط تصاعد الخلاف السعودي-الإماراتي
تقرير – المساء برس|
قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، أحمد بن بريك، اليوم الثلاثاء، إن الهجوم الذي استهدف مدينة المكلا «لا يمكن بأي معيار وطني أو أخلاقي أن يُقدَّم بوصفه إنجازاً»، معتبراً أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي «انتهت صلاحيته السياسية»، ومؤكداً أن إعلان دولة الجنوب العربي بات «أقرب من أي وقت مضى».
ودعا بن بريك، في تصريحات سياسية، إلى الالتفاف حول قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي، واصفاً ذلك بـ«الضرورة الوطنية لحماية الجنوب»، مشدداً على أن المرحلة الراهنة تفرض اتخاذ قرارات جريئة ومسؤولة، وفي مقدمتها إعادة تقييم أي شراكات «ثبت عجزها أو تخاذلها».
وأضاف أن «الشراكة التي لا تحمي الشعب ولا تصون السيادة ولا تواجه الانقلاب بوضوح، تتحول من رافعة سياسية إلى عبء وطني»، كاشفاً أن لدى المجلس أوراقاً ومعطيات «من الوزن الثقيل» لم تُستخدم حتى الآن حرصاً على المصلحة العامة، لكنها – بحسب قوله – ستكشف كثيراً من الحقائق وتفضح شبكات العبث والقوى التي تتغذى على الفوضى وإطالة الأزمة.
وأكد بن بريك أن القوات المسلحة والأمنية الجنوبية أثبتت قولاً وفعلاً أن أمن حضرموت والجنوب «خط أحمر»، وأن أي محاولة للمساس به ستُواجَه بحزم، مشدداً على أن الجنوب ماضٍ بثبات نحو استعادة دولته كاملة السيادة «غير عابئ بالضغوط أو البيانات أو محاولات الالتفاف».
وتأتي تصريحات بن بريك في سياق تصعيد غير مسبوق داخل معسكر التحالف السعودي-الإماراتي في اليمن، بدأ مع إقدام السعودية على قصف أهداف مرتبطة بالإمارات في ميناء المكلا، أعقبته بيان سعودي اتهم أبو ظبي باستهداف الأمن القومي السعودي عبر دعم فصائل مسلحة للتوسع في حضرموت والمهرة.
وتبنّى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الموقف السعودي، وأصدر بياناً أعلن فيه إجراءات اعتُبرت تصعيدية بحق الوجود الإماراتي، ما فجّر أزمة سياسية داخل المجلس نفسه.
لاحقاً، أعلن أربعة من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، هم طارق صالح، عيدروس الزُبيدي، عبد الرحمن المحرمي، وفرج البحسني، في بيان مشترك، رفضهم لقرارات العليمي والإجراءات السعودية، معتبرين إياها استهدافاً مباشراً للإمارات ومحاولة لفرض مسار أحادي داخل المجلس، في خطوة عكست عملياً تفكك المجلس الرئاسي الذي شكّلته الرياض.
كما أصدرت الخارجية الإماراتية بياناً شديد اللهجة اتهمت فيه السعودية بالكذب والتضليل، ونفت الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة أن الشحنة التي رست في المكلا لم تكن تحمل أسلحة ولم تكن موجهة لأي طرف يمني، بل لقواتها، ما كشف عمق الانقسام والصراع بين طرفي التحالف، وانعكاساته المباشرة على حضرموت والجنوب عموماً.