الإمارات ترضخ للتهديدات السعودية وتعلن سحب قواتها المتبقة في اليمن وسط تصاعد الخلاف مع السعودية

أبو ظبي – المساء برس|

أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية، اليوم، إنهاء ما تبقى من فرق ما تُسمّى «مكافحة الإرهاب» التابعة لها في اليمن، مؤكدة أن الخطوة تمت «بمحض الإرادة وبالتنسيق مع الشركاء»، وضمن ما وصفته بتقييم لمتطلبات المرحلة و«انسجاماً مع التزام الدولة بدعم استقرار المنطقة».

ويأتي هذا الإعلان في توقيت بالغ الحساسية، بالتزامن مع تصاعد غير مسبوق في التوتر بين أبو ظبي والرياض على خلفية المواجهات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة، والقصف السعودي الأخير الذي استهدف قوات موالية للإمارات، إلى جانب البيان السعودي الذي اتهم أبو ظبي صراحة باستهداف الأمن القومي للمملكة، قبل أن يمنحها مهلة 24 ساعة لمغادرة اليمن.

وتزامن القرار الإماراتي أيضاً مع بيان رئيس ما يسمى “مجلس القيادة الرئاسي” رشاد العليمي، الذي تبنّى الموقف السعودي ودعا إلى ضبط الفصائل المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة، وهو ما قوبل برفض علني من أربعة أعضاء في المجلس الرئاسي، هم طارق صالح، وعيدروس الزبيدي، وعبد الرحمن المحرمي، وفرج البحسني، الذين أعلنوا عملياً الانشقاق عن قيادة التحالف السعودي، في خطوة عُدّت تعبيراً واضحاً عن الموقف الإماراتي.

كما يأتي الإعلان بعد البيان الصادر عن خارجية أبو ظبي، الذي اتهم السعودية بالكذب والتضليل، ونفى الاتهامات المتعلقة بدعم تحركات عسكرية في حضرموت والمهرة، في واحدة من أشد البيانات المتبادلة بين الطرفين منذ بدء الحرب.

وبحسب مراقبين فإن إعلان إنهاء وجود فرق «مكافحة الإرهاب» لا يعني انسحاباً فعلياً للإمارات من المشهد اليمني، بقدر ما يمثل إعادة تموضع سياسي وعسكري، في ظل اعتمادها المتواصل على أدوات محلية، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يواصل تحركاته الميدانية والسياسية متحدياً الضغوط السعودية، ومتمسكاً بمشروع الانفصال وفرض الأمر الواقع في المحافظات الجنوبية.

قد يعجبك ايضا