بن سلمان يوجه رسالة إنذار مباشرة للانتقالي: الانسحاب السلمي أو المواجهة العسكرية
حضرموت – المساء برس|
حمل البيان الذي نشره وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، صباح اليوم السبت، على منصة «إكس»، لهجة غير مسبوقة تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي، عكست تحوّلاً واضحاً في موقف الرياض، وانتقاله من موقع الاحتواء السياسي إلى مستوى التهديد المباشر بسحب الغطاء عن تحركات الانتقالي في محافظتي حضرموت والمهرة.
البيان تضمّن رسائل تهديد للانتقالي، محمّلاً إياه مسؤولية «شق الصف» وإهدار ما تسميه الرياض تضحيات التحالف، في إشارة مباشرة إلى التحركات العسكرية والتصعيد الميداني الذي شهدته المحافظتان منذ مطلع ديسمبر 2025، وهو تصعيد اعتبرته السعودية خطراً على تماسك الجبهة الداخلية ومخدِّماً لأجندات “العدو”، وفق توصيفها.
ورغم محاولة البيان إعادة تقديم التدخل السعودي منذ «عاصفة الحزم» بوصفه دعماً لـ«الشرعية» واستعادة الدولة، إلا أن التركيز الواضح كان على كبح نفوذ المجلس الانتقالي، عبر التأكيد على أن القضية الجنوبية «لا تختزل في أشخاص أو قوى»، في رسالة تفكيك سياسي صريحة لاحتكار الانتقالي تمثيل الجنوب، وتلميح إلى إمكانية البحث عن بدائل جنوبية أكثر طواعية للرياض.
الأخطر في البيان تمثّل في الدعوة العلنية للمجلس الانتقالي إلى الخروج من المعسكرات في حضرموت والمهرة، وتسليمها «سلمياً» لقوات درع الوطن والسلطات المحلية، وهو ما يعد، عملياً، مطالبة بنزع السيطرة العسكرية للانتقالي في المحافظتين، وفرض معادلة أمنية جديدة بإشراف سعودي مباشر، ما يعكس حجم القلق السعودي من انفلات أدواتها المحلية وتحولها إلى عبء سياسي وأمني.
ويأتي هذا التصعيد السعودي في سياق أوسع من التوترات داخل معسكر التحالف، وفشل إدارة التناقضات بين الفصائل التابعة له، خصوصاً في ظل تصاعد الرفض الشعبي والقبلي في حضرموت والمهرة لأي وجود عسكري مفروض بالقوة، وما بات يمثله الانتقالي من عامل تفجير داخلي يهدد بإعادة خلط الأوراق جنوباً.
كما أنه يأتي بعد تمهيد الأرضية للتحرك العسكري من خلال الإيعاز للعليمي بإصدار بيان عبر ما يسمى “مجلس الدفاع الوطني” يفوّض السعودية في اتخاذ كل الإجراءات ومن بينها العسكرية لردع الانتقالي.
ووفق مراقبين، تبدو الرياض وكأنها تضع المجلس الانتقالي أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الانصياع الكامل لشروطها الأمنية والسياسية، أو الدخول في مواجهة مفتوحة مع الحليف الذي وفّر له الغطاء والدعم منذ سنوات.