لماذا لم تُعلن السعودية عن عاصفة حزم جديدة لإعادة “الشرعية” في جنوب اليمن؟

خاص _ المساء برس|

أثارت التطورات المتسارعة التي تشهدها المحافظات الجنوبية موجة واسعة من التساؤلات في الأوساط الصحفية والسياسية، لا سيما في ظل المراوغة السعودية حيال التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، والتي اعتبرها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي “انقلابًا صريحًا على الشرعية”.

وأقدمت قوات المجلس الانتقالي بداية الشهر الحالي على التوسع عسكريًا في محافظتي حضرموت والمهرة، في خطوة وُصفت بأنها الضربة الأخيرة لما تسمى بـ”الشرعية”، وتزامن ذلك مع إعلان عدد من الوزراء والمسؤولين المحليين في المحافظات الجنوبية تأييدهم العلني لتحركات الانتقالي، الذي يرفع شعار “استعادة دولة الجنوب العربي”، الأمر الذي أدى إلى انتهاء “الشرعية” عملياً في المحافظات الجنوبية.

هذه التطورات أعادت إلى الواجهة تساؤلات جوهرية حول موقف السعودية، التي قادت في مارس/آذار 2015 تحالفًا عسكريًا واسعًا تحت مسمى “تحالف دعم الشرعية”، وأطلقت حينها عملية “عاصفة الحزم” بحجة حماية الحكومة اليمنية ومنع “الانقلاب”.

ويتساءل مراقبون اليوم: لماذا لم تتحرك الرياض بالزخم ذاته، أو تعلن عن عملية عسكرية جديدة لحماية “الشرعية”، كما فعلت سابقًا، رغم أن ما يجري في الجنوب يُوصف رسميًا بأنه انقلاب آخر لا يقل خطورة؟

ويرى محللون أن التعامل السعودي المرن مع تحركات الانتقالي، يكشف تناقضًا واضحًا بين الخطاب المعلن والممارسة الفعلية على الأرض. ويعتبر هؤلاء أن الأحداث الأخيرة تفضح زيف الشعارات التي رُفعت في بداية الحرب، مؤكدين أن ما سُمّي بـ”دعم الشرعية” لم يكن سوى غطاء سياسي لتحقيق أجندات ومصالح إقليمية، تتقدم فيها الاعتبارات الأمنية والجيوسياسية على حساب وحدة اليمن واستقراره.

قد يعجبك ايضا