تقارب سعودي قطري يعيد خلط أوراق الخليج في ظل التنافس مع الإمارات

متابعات – المساء برس|

كشف تقرير على موقع”the cradle arabic” عن تحولات لافتة في العلاقات الخليجية، في أعقاب زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الرياض للمشاركة في أعمال مجلس التنسيق المشترك بين البلدين، في توقيت وصف بالحساس في ظل تصاعد التوتر غير المعلن بين السعودية والإمارات.

التقرير أكد على أن  زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الرياض للمشاركة في أعمال مجلس التنسيق المشترك بين البلدين جاءت في توقيت حساس، في ظل تصاعد التوتر غير المعلن بين السعودية والإمارات حول ملفات إقليمية عدة، أبرزها اليمن والسودان وسوريا.

وأوضح التقرير أن القمة السعودية القطرية التي عقدت في الثامن من كانون الأول أسفرت عن توقيع حزمة اتفاقيات دفاعية ومشاريع اقتصادية كبرى، أبرزها مشروع قطار الرياض–الدوحة الذي يمتد لمسافة تقارب 785 كيلومترا ويربط بين مطاري الملك سلمان الدولي وحمد الدولي بزمن رحلة لا يتجاوز ساعتين.

واعتبر التقرير هذا المشروع مؤشرا على تحول العلاقة السعودية القطرية إلى مرحلة استراتيجية تعتمد على التعاون العملي والاعتماد المتبادل، لا مجرد المجاملات الدبلوماسية.

وأشار التقرير إلى أن التنافس السعودي الإماراتي امتد إلى ساحات النزاع غير المباشر، حيث تسعى الإمارات لتعزيز نفوذها في اليمن عبر السيطرة على محافظات حضرموت والمهرة وعدن، واستغلال الفراغ في السودان لدعم قوات الدعم السريع، بينما تعتمد السعودية على الوساطة السياسية والتحالفات الحكومية لتعزيز النفوذ الإقليمي.

وتطرق التقرير إلى الجذور التاريخية للتنافس السعودي الإماراتي، بدءا من الخلافات الحدودية واتفاقيات النفط في السبعينات، وصولا إلى التباين في سياسات الدعم في سوريا واليمن والسودان، مشيرا إلى أن الإمارات تعتمد على النفوذ المباشر عبر الميليشيات والموانئ والموارد، فيما تميل السعودية إلى إدارة النزاعات عبر الحكومات والوساطة السياسية لتجنب مواجهة مفتوحة.

كما أبرز التقرير البعد الاقتصادي للتنافس، من انسحاب الإمارات من مشروع البنك المركزي الخليجي عام 2009 إلى الخلاف داخل أوبك بلس عام 2021، وسعي السعودية لتحويل نفسها إلى مركز اقتصادي ولوجستي منافس لدبي، عبر جذب الشركات العالمية ونقل مقارها الإقليمية، إضافة إلى إطلاق شركة طيران وطنية جديدة في 2023 لمنافسة طيران الإمارات.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن المشهد الخليجي حاليا يتشكل حول محورين، الأول تقوده الإمارات بالشراكة مع “إسرائيل” ويعتمد على النفوذ المباشر، والثاني تقارب سعودي قطري متدرج يهدف إلى إعادة التوازن دون الوصول إلى قطيعة كاملة، في إطار السياسة الأمريكية التي تستثمر في التنافس الخليجي للحفاظ على نفوذها الإقليمي.

 

قد يعجبك ايضا