توكل كرمان تهاجم “الإصلاح”: تبعية للسعودية وانكشاف سياسي قبيل العزلة
صنعاء – المساء برس|
صعّدت الناشطة اليمنية توكل كرمان هجومها العلني على حزب «الإصلاح» الموالي للسعودية، في خطوة عكست حجم التصدّع داخل المعسكر المرتبط بالتحالف، وكشفت عن أزمة عميقة يعيشها الحزب على المستويين المحلي والدولي.
وقالت كرمان، في تدوينة نشرتها على حسابها في منصة «فيسبوك»، إن حزب الإصلاح «عميل ببلاش، يا لسوء الخاتمة»، في إشارة مباشرة إلى ما وصفته بالتبعية المطلقة للسعودية، وفقدان الحزب لأي قرار وطني مستقل.
وسبق ذلك، انتقاد لاذع أطلقته كرمان بشأن ما يجري في حضرموت، معتبرة أن «مرتزقة الإمارات ينسحبون لمرتزقة السعودية، والتافهون يعدون ذلك إنجازاً يحتفون به»، في توصيف حاد للصراع بين أدوات التحالف على الأرض اليمنية، بعيداً عن أي اعتبار لمصالح اليمنيين.
وفي تدوينة أخرى، صعّدت كرمان لهجتها أكثر، قائلة: «لا يوجد أهون ولا أحقر ولا أوضع من الأحزاب اليمنية، بلادهم تعبث بها ممالك الرمال ويتقاسمها الضباع ولم نسمع لهم نخس»، في هجوم شامل طال مجمل القوى الحزبية، مع تركيز واضح على «الإصلاح» بوصفه الطرف الأكثر ارتهاناً.
ويأتي هذا التصعيد في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة للحزب، وسط مؤشرات متزايدة على تراجع نفوذه، وانكشاف دوره الوظيفي ضمن مشروع التحالف السعودي–الإماراتي، خصوصاً بعد تصنيف الولايات المتحدة جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، وهي الجماعة التي يُعد حزب الإصلاح أحد أبرز فروعها في اليمن.
وتقرأ أوساط سياسية هذه التصريحات على أنها محاولة استباقية من توكل كرمان للتبرؤ من الحزب، مع تحوّل الانتماء إليه إلى عبء سياسي وأمني، محلياً ودولياً، في ظل تغيّر المزاج الإقليمي والدولي تجاه تنظيمات الإسلام السياسي.
وبينما تتعمق الصراعات البينية بين أدوات التحالف في حضرموت ومناطق أخرى، يبدو حزب «الإصلاح» أمام مرحلة أفول حقيقية، بعد أن استُهلك دوره، وسقط قناعه، وبات مكشوفاً حتى من شخصيات كانت تحسب عليه يوماً ما.