“الشرعية” استهلكت… الإمارات تعيد ترتيب الخرائط بالقوة في الجنوب

متابعات خاصة – المساء برس|

في تطور سياسي خطير يعكس تسارع انهيار ما تبقى من بنية ما تسمى بـ“الشرعية”، أعلن محافظ محافظة أبين، اللواء أبوبكر حسين، ولاءه الصريح للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وظهر أبوبكر حسين في تسجيل مصور، أعلن فيه تأييده الكامل للمجلس الانتقالي، ومباركته الخطوات التي يقودها عيدروس الزبيدي لإعلان ما يسمى بـ“دولة الجنوب العربي”، في موقف يمثل انقلابا علنيا على السلطة التي يفترض أنه يمثلها رسميا.

وبرر محافظ أبين انضمامه للانتقالي بالقول إن هذه الخطوات – وفق تعبيره – تعبر عن “تطلعات شريحة واسعة من أبناء الجنوب” لاستعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار، في خطاب يتماهى بالكامل مع السردية الانفصالية التي تفرضها أبوظبي عبر أدواتها المحلية.

ويأتي هذا الإعلان في سياق موجة غير مسبوقة من بيانات الولاء والتمرد الصادرة عن وزراء ومحافظين ومسؤولين حكوميين، في مشهد يؤكد أن حكومة ما تسمى«الشرعية» لم تعد سوى هيكل فارغ يتفكك من الداخل، وهي التي اتخذها التحالف ذريعة لشن حربه على اليمن.

ويرى مراقبون أن إعلان محافظ أبين لا يمكن فصله عن المشهد الأوسع للصراع داخل معسكر التحالف، حيث يدار الجنوب كساحة صراع نفوذ مفتوحة بين الرياض وأبوظبي، ضمن الهامش الذي ترسمه واشنطن، وبما يخدم الأجندات الأمريكية-الإسرائيلية في تفكيك اليمن، وإغراق المناطق الخاضعة للتحالف في الفوضى والصراعات الداخلية، مقابل استنزافها سياسيا واقتصاديا وأمنيا.

وأكدوا أن هذا التمرد العلني يفضح حقيقة “الشرعية” بوصفها أداة مرحلية، جرى استهلاكها، وأن ما يجري اليوم ليس “إرادة شعبية” كما يروج، بل إعادة ترتيب أدوات الاحتلال غير المباشر لليمن، تمهيدا لفرض وقائع سياسية وجغرافية جديدة بالقوة، في مواجهة صنعاء ومشروعها الوطني.

قد يعجبك ايضا