من «قادمون يا صنعاء» للإصلاح إلى «وجهتنا صنعاء» للانتقالي… شعارات مكرّرة وإغراءات موجّهة للخارج

تقرير _ المساء برس|

كثّف رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، عيدروس الزبيدي، خلال الأيام الماضية من تصريحاته التي يؤكد فيها أن «وجهة المعركة هي صنعاء»، وذلك عقب سيطرة قوات المجلس على محافظتي حضرموت والمهرة مطلع الشهر الجاري، واستمرار حالة التوتر العسكري والسياسي في تلك المناطق حتى اليوم، لا سيما في ظل رفض المجلس الانتقالي الدعوات السعودية المطالِبة بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها مؤخرًا.

وأثارت تصريحات الزبيدي المتكررة موجة من التساؤلات حول أهداف هذا الخطاب وتوقيته، خاصة أن المجلس الانتقالي منذ تأسيسه يركّز عمليًا على تثبيت نفوذه في المحافظات الجنوبية، سعيًا لتحقيق مشروع الانفصال.

وفي سياق تحركاته الأخيرة في المحافظات الشرقية، حرص المجلس الانتقالي على توجيه خطاب سياسي وإعلامي موحّد، زاعمًا أن عملياته العسكرية تهدف إلى «قطع خطوط الإمداد عن الحوثيين»، و«حماية الملاحة الدولية»، و«مكافحة الإرهاب».

ويرى مراقبون أن هذا الخطاب لا ينفصل عن توجيهات إماراتية مباشرة، تسعى من خلالها أبوظبي إلى إعادة تسويق المجلس الانتقالي كقوة محلية قابلة لتنفيذ الأجندات الغربية، في محاولة لكسب رضا ودعم الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تبحث في المرحلة الراهنة عن شركاء محليين لمواجهة صنعاء بعد فشلها في عدوانها المباشر خلال العامين الماضيين.

واعتبر محللون أن شعار «وجهتنا صنعاء» الذي يرفعه المجلس الانتقالي اليوم، يتقاطع إلى حدٍّ كبير مع الخطاب الذي تبنّاه حزب الإصلاح خلال السنوات الماضية تحت شعار «قادمون يا صنعاء»، مشيرين إلى أن مثل هذه الشعارات غالبًا ما تُستخدم كورقة لابتزاز وإغراء دول التحالف، بهدف الحصول على الدعم العسكري والسياسي والمالي، أكثر من كونها تعبيرًا عن استراتيجية عسكرية واقعية قابلة للتنفيذ.

وأشار المحللون إلى أن هذه الخطابات، سواء من المجلس الانتقالي أو حزب الإصلاح، لا تقتصر فقط على البعد الدعائي أو الابتزاز السياسي، إذ إن تلك القوى خاضت بالفعل مواجهات عسكرية ضد حكومة صنعاء، وتكبّدت خسائر بشرية ومادية كبيرة في هذا المسار، غير أنهم يؤكدون أن المبالغة في رفع هذه الشعارات تهدف بالدرجة الأولى إلى الحصول على الدعم السياسي والاقتصادي، في ظل إدراكهم المسبق أن الحسم العسكري ضد صنعاء يبقى أمرًا مستحيلًا، لاعتبارات متعددة.

ويخلص المحللون إلى أن مصير شعار «وجهتنا صنعاء» قد لا يختلف كثيرًا عن مصير شعار «قادمون يا صنعاء»، الذي ظل حزب الإصلاح يرفعه لأكثر من ثماني سنوات، قبل أن ينتهي إلى الفشل وتلقي ضربات عكسية.

قد يعجبك ايضا