كاتب سعودي: الانتقالي لن ينجح دون تأييد الرياض وتجاوز تخوم حضرموت مغامرة قد تدمر مشروعه
متابعات خاصة – المساء برس|
حذر الكاتب والمحلل السياسي، المقرب من الديوان الملكي السعودي، عبدالرحمن الراشد، من مغبة التصرفات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، معتبراً أن نجاح أي مشروع سياسي في الشمال أو الجنوب مرهون بـ “الحتمية الجغرافية” والدور المحوري للمملكة العربية السعودية، بوصفها الدولة الوحيدة ذات التأثير الدائم على اليمن موحداً كان أم مجزأً.
وأوضح الراشد في مقال له بعنوان “الانتقالي فتح عش الانفصاليين”، نُشر اليوم السبت، أن المجلس الانتقالي يمتلك مشروعاً لإعادة إحياء دولة الجنوب، لكنه شدد على أن هذا المشروع يصطدم بشرطين أساسيين لضمان استمراره: الأول هو القبول اليمني الداخلي الذي يعالج مخاوف بقية المكونات بما فيها الجنوبية، والثاني هو التأييد السعودي الذي بدونه لن يستطيع الانتقالي المضي بعيداً.
وانتقد الراشد التحركات العسكرية الأخيرة للمجلس، واصفاً إياها بأنها “عمليات استعراضية إعلامية” لم تتجاوز تخوم حضرموت، لكنها أدت إلى نتائج عكسية بنبش الخلافات مع قوى جنوبية مضادة، وتعزيز خطاب المرتابين الذين باتوا يرون في الانتقالي مشروعاً يشبه مشروع “الحوثي” في فرض الإرادة بقوة السلاح.
وفي قراءته للمشهد القيادي داخل المجلس، أشار الراشد إلى أن استمرار الأزمات قد يدفع بقية المكونات داخل الانتقالي لاكتشاف أن القيادة الحالية ربما أصبحت هي العقبة أمام فكرة الانفصال نفسها، مستشهداً بنماذج تاريخية من الصراع اليمني في الستينات.
كما لفت المقال إلى أن محافظة حضرموت، التي تبلغ مساحتها 48 ضعف مساحة محافظة الضالع (مسقط رأس الزبيدي)، لا يمكن إخضاعها بالهجوم العسكري، محذراً من استفزاز المكونات الجنوبية الأخرى مثل المهرة، ومذكراً بالدرس البريطاني الذي اضطر للتعامل مع تعقيدات التنوع في الجنوب عبر “مجلس السلاطين” الذي ضم 23 عضواً لضمان الاستقرار.
واختتم الراشد مقاله بالتأكيد على أن الخيار المثالي والعملي أمام الانتقالي هو العمل من داخل المجلس الرئاسي وضمن أطره الشرعية، كونه الإطار القانوني الوحيد الذي يمكن من خلاله تسويق مشروع الدولة الجنوبية وإقناع الأطراف الخارجية والداخلية به عبر التوافق وليس عبر المدرعات، مع تقديم ضمانات حقيقية للجارتين (السعودية وعُمان) بأن المشروع لا يشكل خطراً على أمنهما.