حضرموت بين كبح الشارع وصراع الحلفاء.. منع وقفة المكلا يكشف عمق الاستقطاب الأمني والسياسي

حضرموت – المساء برس|

منعت الأجهزة الأمنية التابعة للانتقالي في مدينة المكلا، عصر السبت، إقامة وقفة تضامنية سلمية كانت مقررة في دوار الدلة، في خطوة تعكس تصاعد التوترات داخل حضرموت، وتكشف حجم الاستقطاب الحاد بين القوى المحلية والإقليمية المتصارعة على المحافظة.

وبحسب مصادر محلية، فإن الوقفة كانت تهدف إلى التعبير السلمي عن دعم قيادة السلطة المحلية ممثلة بمحافظ حضرموت سالم الخنبشي، والتأكيد على حق حضرموت في تقرير مصيرها، ورفض إدخال أي قوات غير حضرمية إلى المحافظة، إلى جانب تأييد الدور السعودي الذي يقدَّم بوصفه داعمًا لأمن حضرموت واستقرارها.

إلا أن قوات الانتقالي سارعت إلى إفشال الفعالية عبر انتشار أمني مكثف في محيط شارع الدلة، ترافق مع تهديد مباشر لعدد من الشباب بالاعتقال في حال تنفيذ الوقفة، ما وضع علامات استفهام واسعة حول طبيعة القرار، والجهة التي تقف خلفه، خاصة في ظل حساسية اللحظة السياسية والأمنية التي تمر بها المحافظة.

وأكدت المصادر أن مدير أمن وشرطة ساحل حضرموت، العميد مطيع المنهالي، تواجد شخصيًا في الموقع وأشرف على إجراءات المنع، في مؤشر على أن القرار لم يكن إجراءً هامشيًا، بل جزءًا من مقاربة أمنية تهدف إلى ضبط الشارع ومنع أي تحركات قد تفسَّر سياسيًا خارج حسابات القوى المسيطرة.

ويأتي ذلك في سياق أوسع من تصاعد المطالب الحضرمية بإتاحة المجال للتعبير السلمي عن المواقف السياسية، خصوصًا مع احتدام الصراع غير المعلن بين الرياض وأبو ظبي عبر أدواتهما المحلية، حيث تحاول كل جهة تثبيت نفوذها على الأرض، سواء عبر الترتيبات الأمنية أو من خلال التحكم بإيقاع الشارع.

وبحسب مراقبين، فإن منع الوقفات السلمية لا يخدم الاستقرار، بل يراكم الاحتقان الشعبي، ويدفع بالمطالب المشروعة إلى مسارات أكثر توترًا، في وقت تحتاج فيه حضرموت إلى معالجة سياسية شاملة تراعي خصوصيتها، لا إلى مقاربات أمنية تضيق على الحريات وتعيد إنتاج الأزمات.

قد يعجبك ايضا