كيف سبقت الإمارات السعودية بخطوة في وادي حضرموت لتوسيع نفوذها؟… تفاصيل مهمة

متابعات خاصة _ المساء برس|

كشفت مصادر إعلامية أن التحركات العسكرية الأخيرة التي نفذها المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، في وادي حضرموت، لم تكن عشوائية أو وليدة اللحظة، بل جاءت في سياق استباقي مدروس لإفشال خطة عسكرية كانت السعودية على وشك تنفيذها لبسط نفوذها في المنطقة.

وأوضحت المصادر أن الرياض كانت تُعدّ لتنفيذ خطة عسكرية تقضي بنشر قوات “درع الوطن” التابعة لها في وادي وصحراء حضرموت، ضمن ترتيبات أوسع لإعادة تنظيم خارطة الانتشار العسكري في المحافظات الشرقية، إلا أن هذه الخطة اصطدمت بتحرك مفاجئ وسريع من قبل القوات الموالية لأبو ظبي.

ووفقاً للمصادر، فقد تسربت معلومات قبل نحو أسبوع واحد من سيطرة قوات المجلس الانتقالي على مدينة سيئون، تفيد بوجود خطة لدمج قوات “درع الوطن” بالمنطقة العسكرية الأولى، في إطار عملية إحلال وإعادة انتشار تهدف إلى نقل السيطرة تدريجياً إلى القوات المدعومة سعودياً.

وبيّنت المصادر أن الخطة السعودية كانت تقوم على ثلاث مراحل رئيسية؛ المرحلة الأولى تمثلت في نشر قوات “درع الوطن” من منطقة العبر وصولاً إلى منفذ الوديعة على الخط الدولي مع السعودية، وهي خطوة جرى تنفيذها بالفعل في سبتمبر الماضي.

أما المرحلة الثانية فكانت تقضي بالتمدد من العبر باتجاه منطقة الخشعة، في حين تمثلت المرحلة الثالثة والأخيرة في الوصول إلى مدينة سيئون، مركز الثقل العسكري والإداري في وادي حضرموت.

وأضافت المصادر أن قيادة هيئة الأركان تلقت توجيهات رسمية بتسهيل عملية الانتشار، وتسليم المواقع العسكرية التي تقرر إحلال قوات “درع الوطن” فيها، غير أن تنفيذ الخطة واجه عراقيل ميدانية، أبرزها عدم جاهزية القوات الجديدة لتسلّم المواقع، الأمر الذي أدى إلى تعطّل المرحلتين الثانية والثالثة وتأجيلهما إلى أجل غير مسمى.

وأشارت إلى أن قيادة التحالف، ممثلة بالمشرف على قوات “درع الوطن” فلاح الشهراني، كانت قد دفعت باتجاه بدء الانتشار وفق الخطة المرسومة، قبل أن يتضح في مرحلة لاحقة أن القوات غير مؤهلة عملياً لتنفيذ المهام الموكلة إليها، ما أخر حسم المشهد في وادي حضرموت.

وفي هذا السياق، يرى متابعون للمشهد العسكري والسياسي في المحافظات الشرقية أن الإمارات كانت تدرك جيداً أن نجاح خطة نشر قوات “درع الوطن” يعني عملياً وضع وادي وصحراء حضرموت ضمن دائرة النفوذ السعودي المباشر، وهو ما كان سيغلق الباب أمام أي تحركات عسكرية مستقبلية للقوات الموالية لأبو ظبي، ويقوض بشكل كبير مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي وأحلامه بالانفصال والسيطرة على المناطق الاستراتيجية.

وبحسب المتابعين، فإن أبو ظبي لم تنتظر اكتمال الخطة السعودية، بل سارعت إلى توجيه أدواتها المحلية لتنفيذ عملية عسكرية خاطفة ضد قوات المنطقة العسكرية الأولى، المحسوبة على حزب الإصلاح، بهدف إفشال الترتيبات السعودية وقطع الطريق أمام التوغل الوشيك لقوات “درع الوطن”.

وأكدوا أن هذه الخطوة وضعت السعودية في موقف بالغ التعقيد، وأدخلتها في مأزق سياسي وعسكري لم تتمكن من الخروج منه حتى الآن.

قد يعجبك ايضا