غارات الاحتلال تمتد من الجنوب إلى البقاع.. تصعيد جوي ورسائل نارية قبيل مؤتمر باريس
لبنان – المساء برس|
أفادت مصادر إعلامية لبنانية بأن طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّت، اليوم الخميس، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مناطق متفرقة في جنوب لبنان والبقاع شرقي البلاد، في تصعيد لافت يأتي ضمن سياق الانتهاكات المتواصلة للسيادة اللبنانية ولاتفاقات وقف الأعمال العدائية.
في جنوب لبنان، استهدفت غارات الاحتلال مرتفعات الجبور والريحان، إضافة إلى مجرى نهر الليطاني بين بلدتي دير سريان وزوطر، في حين أقدمت مسيّرة تابعة لـجيش الاحتلال الإسرائيلي على استهداف بلدة الطيبة بصاروخين.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة التي طالت سيارة من نوع “رابيد” في بلدة الطيبة – قضاء مرجعيون – أسفرت عن إصابة أربعة مواطنين بجروح متفاوتة.
أما في منطقة البقاع، فقد نفّذ جيش الاحتلال ثلاث غارات استهدفت مرتفعات زغرين في جرود الهرمل، إلى جانب غارة على جرود طاريا وأخرى على جرود بوداي، في توسيع واضح لدائرة الاستهداف الجوي خارج نطاق الجنوب.
سياسيًا، اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن هذه الغارات تمثّل “رسالة من الاحتلال” موجهة إلى مؤتمر باريس المخصص لدعم الجيش اللبناني، واصفًا التصعيد الجوي بأنه “حزام ناري” من الغارات الجوية جاء على نحو استعراضي، و”تكريمًا” لاجتماع “الميكانيزم” المقرر عقده غدًا، في إشارة إلى البعد السياسي المتعمّد للتصعيد العسكري.
وكان لبنان قد شهد، قبل يومين، استشهاد مواطنين لبنانيين جراء اعتداءين نفذتهما طائرات مسيّرة تابعة للاحتلال، استهدفا محيط بلدة عديسة جنوبي البلاد، ومحيط بلدة سبلين في جبل لبنان، ما يعكس اتساع رقعة الاعتداءات وتنوّع مسارحها.
وتأتي هذه الغارات في إطار الخروق المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق “إعلان وقف الأعمال العدائية” الصادر في 27 نوفمبر 2024، وبحق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر في أغسطس 2006، فضلًا عن كونها انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية ولأحكام القانون الدولي.
ويؤكد هذا التصعيد الجوي أن الاحتلال يواصل اعتماد سياسة الضغط العسكري والرسائل الدموية، مستفيدًا من الغطاء الدولي والصمت الأممي، في محاولة لفرض معادلات جديدة على الساحة اللبنانية، عبر استهداف ممنهج للأراضي اللبنانية، وتوسيع بنك الأهداف كلما استدعت مصالحه السياسية والعسكرية ذلك.