شغب الحريديم يهزّ القدس: تصدّعات داخلية تضرب منظومة الاحتلال الأمنية
القدس – المساء برس|
كشفت وسائل إعلام عبرية، الخميس، عن إصابة عشرة من عناصر شرطة الاحتلال خلال أعمال شغب عنيفة اندلعت في مدينة القدس المحتلة، في مشهد يعكس تصاعد التوترات الداخلية داخل بنية كيان الاحتلال، لا سيما بين التيار الديني المتشدد ومؤسساته الأمنية.
وبحسب التفاصيل، اندلعت مواجهات شديدة بين مجموعات من الحريديم وقوات شرطة الاحتلال قرب شارع “بار إيلان” في القدس، على خلفية اعتقال أحد المتدينين المتشددين الفارين من الخدمة العسكرية، في قضية تعيد إلى الواجهة واحدة من أكثر الملفات تفجيرًا للخلاف داخل المجتمع الصهيوني: التجنيد الإجباري.
وذكرت إذاعة “جيش الاحتلال” أن المحتجين من الحريديم أقدموا على قلب مركبة تابعة لشرطة الاحتلال خلال المواجهات، في سلوك غير مسبوق يعكس حجم الاحتقان والغضب داخل هذه الفئة، التي ترفض الانخراط في الخدمة العسكرية، لكنها في الوقت ذاته تمارس ضغطًا سياسيًا واسعًا داخل حكومة الاحتلال.
وفي تعليق رسمي يعكس حجم الإرباك، قال المفتش العام لشرطة الاحتلال إن “مهاجمة أفراد الشرطة حادث صعب جدًا، وسيتم محاسبة المتورطين”، في تصريح يكشف عن قلق المؤسسة الأمنية من تحوّل الاحتجاجات الدينية إلى تمرّد مفتوح داخل المدن المحتلة.
سياسيًا، استغل زعيم المعارضة في كيان الاحتلال، يائير لابيد، الأحداث ليهاجم الحكومة، معتبرًا أن “أعمال شغب الحريديم في القدس تظهر تقاعس الحكومة وتفكك مؤسسات الدولة”، في إشارة واضحة إلى هشاشة الائتلاف الحاكم وعجزه عن فرض هيبته حتى على حلفائه.
من جانبه، ذهب وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان إلى تشخيص أكثر حدّة، مؤكدًا أن “المتهربين من التجنيد يهاجمون الشرطة في القدس لأن قيادة الحكومة باتت خاضعة لسلطة الحريديم”، ما يعكس صراعًا داخليًا عميقًا بين مراكز القوة السياسية والدينية والعسكرية داخل كيان الاحتلال.
وتشير هذه المستجدات إلى أن القدس المحتلة لم تعد فقط ساحة صراع مع الشعب الفلسطيني، بل تحولت أيضًا إلى مرآة لانفجارات داخلية متراكمة، تهدد بتآكل تماسك مؤسسات الاحتلال من الداخل، في وقت يواجه فيه أزمات أمنية وسياسية متشابكة على أكثر من جبهة.