رايات “داعش” تعود إلى طريق حلب–دمشق: فوضى أمنية ورسائل ميدانية في ريف إدلب

سوريا – المساء برس|

أفادت مصادر محلية سورية بظهور مسلحين أقاموا حواجز غير ثابتة “متنقلة” على الطريق الدولي الرابط بين حلب ودمشق، في عدة نقاط بريف إدلب الجنوبي، رافعين شعارات تنظيم “داعش”، في تطور أمني خطير يعكس هشاشة المشهد الميداني واتساع رقعة الفوضى في مناطق الشمال السوري.

وبحسب المصادر، نصبت هذه الحواجز قرب قرية الدير الغربي، وفي منطقة بسيدا، إضافة إلى محيط مدينة خان شيخون، حيث أقدم المسلحون على إيقاف المركبات وتفتيش المارة، بحثًا عن عسكريين وأمنيين تابعين للحكومة السورية المؤقتة، في مشهد أعاد إلى الأذهان أساليب التنظيم خلال ذروة تمدده.

وفي حادثة مماثلة، أفاد أهالي مدينة سراقب بتجول سيارة مطلية بالوحل، وعلى متنها ملثمون يرفعون شعارات “داعش”، على طريق قرية تل الرمان، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، وعزز المخاوف من عودة التنظيم إلى الظهور العلني مستفيدًا من الفراغ الأمني وتعدد القوى المسيطرة.

وتشير هذه التطورات إلى أن تنظيم “داعش”، رغم الضربات التي تلقاها خلال السنوات الماضية، ما يزال قادرًا على التحرك وإرسال رسائل ميدانية مدروسة، مستغلًا هشاشة البنية الأمنية، وتضارب النفوذ، وغياب سلطة مركزية قادرة على فرض السيطرة على الطرق الدولية الحيوية.

وفي سياقٍ منفصل، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية، أمس، أنها تعاونت خلال شهر نوفمبر الماضي مع دمشق لتحديد وتدمير أكثر من 15 موقعًا تضم أسلحة لتنظيم “داعش”، مؤكدة أنها دمّرت، خلال الشهر ذاته، نحو 130 صاروخًا وقذيفة وأسلحة أخرى تابعة للتنظيم.

ويكشف هذا التناقض بين الإعلان الأميركي عن تدمير قدرات “داعش”، وظهوره العلني مجددًا على طرق رئيسية، حجم التعقيد الذي يلف الملف السوري، ويطرح تساؤلات جدية حول فعالية المقاربات الأمنية الدولية، وحدود التنسيق القائم، وما إذا كانت عودة التنظيم نتيجة فشل أمني، أم استخدام وظيفي متكرر لتنظيمات متطرفة في لعبة النفوذ الإقليمي والدولي.

قد يعجبك ايضا