تفجير مقر الإصلاح في تعز: تبادل اتهامات ورسائل صراع إماراتي–سعودي تتفجّر في خاصرة المدينة
تعز – المساء برس|
اتهم حزب الإصلاح، سلطة الأمر الواقع في مدينة تعز غربي اليمن، المجلس الانتقالي الموالي للإمارات بالوقوف خلف التفجير الذي استهدف مقره الرئيس في شارع جمال وسط المدينة، وأسفر عن سقوط قرابة 20 شخصاً بين قتيل وجريح، في واحدة من أخطر الهجمات التي تشهدها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
ونشرت منصات تابعة للحزب نص رسالة قالت إنها تعود لسائق دراجة نارية شارك، من دون علمه، في نقل العبوة الناسفة. وتضمنت الرسالة تفاصيل العملية، مشيرة إلى أن سائق حافلة سلّم سائق الدراجة، ويدعى محمد حمادي، رسالة قادمة من عدن، مرفقة ببطارية ولوح شمسي، وطلب منه إيصالها إلى عنوان محدد. وبحسب الرسالة، اضطر سائق الدراجة إلى الاستعانة بابنه للمساعدة في عملية النقل.
ووفقاً للمعلومات المتداولة، أدى انفجار العبوة إلى مقتل نجل سائق الدراجة، وإصابة والده بجروح، في حين كشف نشر مضمون الرسالة، من وجهة نظر حزب الإصلاح، ملابسات التفجير والجهة التي تقف خلفه، بعد فترة من الغموض والاتهامات المتبادلة.
ويعتبر الإصلاح أن نشر رسالة سائق الدراجة حسم الجدل بشأن التفجير، لا سيما في ظل نفي المجلس الانتقالي المتكرر لأي علاقة له بالعملية.
ويحمل الهجوم بصمات واضحة لصراع النفوذ بين أطراف التحالف، ويمثل رسالة سياسية وأمنية مباشرة في توقيت بالغ الحساسية، وفق مراقبين.
وتأتي هذه المستجدات بعد أيام من لقاء جمع رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي برئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام في البرلمان سلطان البركاني، وسط تقارير عن تفاهمات سياسية تتعلق بمستقبل تعز ومحاولات إدخالها ضمن ترتيبات جنوبية جديدة، وهو ما يثير مخاوف من تحوّل المدينة إلى ساحة تصفية حسابات بين أدوات الإمارات والسعودية.
وفي مدينة تعاني أصلاً من هشاشة أمنية وانقسامات سياسية حادة، يعكس تفجير مقر الإصلاح تصاعد منسوب الصراع داخل معسكر التحالف، وانتقاله من ساحات النفوذ في الجنوب والشرق إلى قلب تعز، بما ينذر بمزيد من الفوضى والانفجارات، ليس فقط الأمنية، بل السياسية أيضاً، في واحدة من أكثر المدن اليمنية اكتظاظاً بالسكان وحساسية في المعادلة اليمنية.