الزبيدي يهاجم الرياض و«الشرعية».. تصدّعات التحالف تطفو على السطح
تقرير – المساء برس|
كشفت تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، عن مستوى غير مسبوق من التوتر داخل معسكر التحالف، مع انتقال الخلافات من الكواليس إلى العلن، وبلغة هجومية مباشرة طالت السعودية و«الشرعية» التي ترعاها، محمّلاً إياهما مسؤولية الفشل أمام صنعاء.
وخلال اجتماع جمعه بمحافظ ذمار المحسوب على الحكومة الموالية للتحالف، وجّه الزبيدي انتقادات حادة لقيادة ما تسمى «الشرعية»، متهماً إياها بالتنصّل المتكرر من واجباتها في مواجهة صنعاء شمالاً، مقابل الانشغال بصراعات جانبية ومحاولات إشعال الأزمات في المحافظات الجنوبية.
حديث الزبيدي لم يقتصر على توصيف الفشل العسكري، بل ذهب إلى تحميل قيادة «الشرعية» مسؤولية تعطيل أي مساعٍ أو جهود، واصفاً إياها بـ«عديمة المسؤولية»، في إشارة واضحة إلى المجلس الرئاسي ورئيسه رشاد العليمي المدعوم سعودياً. هذا الخطاب يعكس حجم الهوة المتسعة بين الفصائل الموالية للرياض وتلك المرتبطة بأبوظبي، بعد سنوات من الشراكة الهشّة.
وتأتي هذه التصريحات في توقيت حساس، تشهد فيه المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف وأدواته تصاعداً في التنافس على النفوذ، لا سيما في الجنوب، حيث تحاول كل جهة تثبيت مكاسبها الميدانية والسياسية، على حساب حليف الأمس.
وبحسب مراقبين فإن هجوم الزبيدي يكشف واقعاً بات واضحاً يتمثل في أن الصراع داخل معسكر التحالف لم يعد موجهاً نحو صنعاء، بقدر ما أصبح صراعاً على النفوذ والمكاسب بين أدوات إقليمية متناحرة. فبينما يتهم الانتقالي «الشرعية» بالفشل، تتهم الأخيرة الانتقالي بتقويض ما تبقى من سلطة شكلية لها في الجنوب.
وفي هذا السياق، تبدو السعودية عاجزة عن ضبط إيقاع حلفائها، في ظل تضارب الأجندات بين الرياض وأبوظبي، وانعكاس ذلك على الفصائل التابعة لهما، ما يحوّل مناطق سيطرتهم إلى ساحات صراع مفتوح.
تصريحات الزبيدي تحمل رسائل تتجاوز إطار الرد السياسي، إذ يسعى من خلالها إلى إعادة تقديم المجلس الانتقالي كقوة «بديلة» قادرة على ملء الفراغ الذي تتهم به «الشرعية»، وفي الوقت نفسه الضغط على السعودية لتحسين شروطه في أي ترتيبات مقبلة.
في المقابل، تكشف هذه اللغة التصعيدية حجم الإرباك الذي يعيشه التحالف، مع تآكل خطابه السياسي والعسكري، واتساع دائرة الانقسامات، في وقت تفرض فيه صنعاء معادلاتها بثبات، مستفيدة من تخبّط خصومها وتناحرهم الداخلي.
ما عبّر عنه الزبيدي لا يمكن فصله عن السياق العام للحرب، حيث بات الفشل سمة مشتركة لأدوات التحالف، سواء في الشمال أو الجنوب. ومع استمرار هذا الانقسام، تتجه الساحة اليمنية نحو مزيد من التفكك داخل المعسكر المناهض لصنعاء، في مقابل تراجع القدرة على فرض أي مشروع سياسي أو عسكري موحّد.