الأونروا تحذّر: هدم مخيم نور شمس خطوة لتكريس سيطرة طويلة الأمد شمال الضفة
فلسطين المحتلة – المساء برس|
حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن أوامر الهدم الجديدة في مخيم نور شمس لا تأتي في إطار إجراءات معزولة، بل تندرج ضمن مسعى أوسع لفرض سيطرة طويلة الأمد على مخيمات شمال الضفة الغربية، في تصعيد ينذر بتداعيات إنسانية خطيرة.
وأوضحت الوكالة أن قرار سلطات الاحتلال بهدم 25 مبنى داخل المخيم سيطال مئات اللاجئين الفلسطينيين بشكل مباشر، لافتة إلى أن صور الأقمار الصناعية تشير إلى تضرر أو تدمير ما يقارب 48% من مباني المخيم حتى الآن، وهو ما يعكس حجم الدمار المتراكم واتساع نطاقه.
وبيّنت الأونروا أن «إسرائيل» تواصل تدمير المنازل بذريعة «الضرورة العسكرية»، محذّرة من أن هذه السياسة قد تؤدي إلى نزوح أكثر من 32 ألف فلسطيني في شمال الضفة الغربية، مع احتمال تحوّل هذا النزوح إلى حالة دائمة في حال استمرت عمليات الهدم على الوتيرة نفسها.
وفي هذا السياق، شددت الوكالة على ضرورة حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وفي مقدمتها الحق في السكن الآمن وعدم التعرّض للتهجير القسري، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والتدخل العاجل لوقف هذه الإجراءات وتأمين الحماية للسكان المتضررين.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد غير مسبوق في وتيرة التوسع الاستيطاني، حيث تشير المعطيات الأممية إلى أن الاستيطان في الضفة الغربية بلغ أعلى مستوياته منذ عام 2017، وهو العام الذي بدأت فيه الأمم المتحدة رصد هذه البيانات بشكل منهجي. ووفق تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة، شهد العام 2025 تقديم خطط لبناء أو الموافقة على أو طرح مناقصات لنحو 47,390 وحدة استيطانية، مقارنة بنحو 26,170 وحدة خلال عام 2024.
وفي بيان مرافق للتقرير، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذا التوسع «المتواصل»، معتبراً أنه يساهم في تأجيج التوترات، ويقيّد وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم، ويقوّض بشكل مباشر إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، متصلة الأراضي، وديمقراطية، وذات سيادة كاملة.